جميعاً في الرغيف الواحد، وأن نتقاسم الجوع إذا فرض علينا أن يجوع البعض، وليس ما أقوله هنا الآن مثالية خيالية فعيب علينا أن يستطيع الإنجليز في الحرب العالمية الثانية أن يوزعوا كميات الطعام على الشعب جميعاً بالتساوي حتى أن أفراد الأسرة المالكة يحصل كل منهم على عدد من البيض مساو تماماً للعدد الذي يحصل عليه كل فرد في الدولة، أقول عيب علينا أن يفعل غيرنا في الأزمات هذا، ونحن أولى الناس بهذه الأخلاق لأنها إن كانت عند غيرنا فضلاً ومكرمة، فهي في ديننا حق واجب لا مكرمة وتطوعاً.
أقول الاستقرار السياسي يستلزم أيضاً البحث عن آمال الأمة وأحلامها والسعي الجاد لتحقيقها. وآمال الأمة إنما هي في تحقيق العدل الاجتماعي، والانتصار من عدوها الذي أذلها ومرغ عزتها وكبرياءها فيكف ننتظر استقراراً سياسياً والاتجاه العام في بلادنا الآن يسير نحو الظلم الطبقي والسياسي، وتكريس الذل التاريخي بتمكين اليهود في هذه الأرض التي أتوا إليها مسالمين متعايشين.
* حقاً نحن اليوم في أمس الحاجة إلى استقرار سياسي يلم شمل كل شعب في منطقتنا حول قائده وزعيمه ويشيع روح المحبة والألفة والتراحم. ولكن دون ذلك باختصار شديد التوافق الكامل بين القول والعمل. والاشتراك الفعلي في الجوع والشبع. والأفراح والأحزان. والبحث عن آمال الأمة في العدل والمرحمة والعزة والنصر. وبدون ذلك سيظل الإرهاب والمصادرة والثورة أثر الثورة والانقلاب بعد الانقلاب ثم نصحو بعد كل جولة مع اليهود على كارثة جديدة. فإلى متى؟
11 فبراير 1977