ما يستطيعون ويعني أيضاً أن كثيراً من المسلمين والعرب كانوا هازلين!! وإلا فكيف فقدت هذه المشكلة وجهها الإسلامي!! ثم كيف فقدت هذه المشكلة حرارتها العربية، ثم كيف سكت الذين لم تصبهم نيران هذه الحرب عن كل ما حدث فيها؟
* وأما الدرس الثاني من هذه المقدمة فهو إحساسنا أكثر من قبل أن استقلال أوطاننا من المستعمر لم يتحقق منه إلا الاستقلال العسكري فقط، وأما الاستقلال السياسي، والاقتصادي فلم يتحقق، فبالرغم من أن هذه المنطقة داخلة في إطار الوطن العربي الإسلامي إلا أن المسير الفعلي للأحداث فيها كان الدول الكبرى ولذلك قالوا الحل بيد أمريكا، الحل بيد فرنسا، الحل بيد روسيا، الحل بيد الدول الكبرى، ومعنى أن يكون الحل في بلادنا بيد غيرنا أن استعمارنا السياسي قائم وأن همنا الديني يجب أن ينصرف إلى التحرر من الاستعمار السياسي، كما قادت الحركات الدينية قديماً الحملات ضد الاستعمار العسكري.. وبالطبع هراء أن نستقل سياسياً ونحن على هذا الحال من التشتت والإقليمية ولذلك كانت الدعوة إلى الوحدة في ظل الإسلام كعقيدة سامية تؤمن بها شعوبنا هي بداية العودة إلى الاستقلال السياسي.
إن كانت الحرب اللبنانية قد وضعت أوزارها فلا يجوز بتاتاً أن تمر دون عظة واعتبار وقد قدمنا في الأسبوع المنصرم في هذه الزاوية درسين مستفادين من هذه الحرب خلاصتهما أن استقلالنا العسكري يجب أن ندعمه باستقلال سياسي، وأنه يستحيل علينا الاستقلال السياسي في هذه الفترة من التاريخ دون وحدة تجمع بين دولنا وتؤلف بين شعوبنا وإلا فنحن المسلمين بهذا التجزؤ والتفكك لا وزن لنا، وكذلك يجب أن نعلم أن اليهود جادون في بقائهم في فلسطين