responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 352
هذه الفئات موجودة في المجتمعات الإسلامية فعلا وهي تحتاج إلى نصح وإرشاد وتوجيه وتعليم، تحتاج إلى نصح وإرشاد وتوجيه وتعليم، تحتاج إلى دعاة أقضت مضجعهم الأحوال غير الطبيعية للمسلمين فباتوا يخططون خطط الخير ويفكرون في سبل إعادة المشاعر الدينية إلى النفوس والأحاسيس الإسلامية إلى القلوب، وفضلا عن هذا فهم يسعون لإنقاذ الأفكار والعقول من شبهات الاستشراق ويعملون على عرض الإسلام أبيض نقيا كما أراده الله تعالى وكما بلغه عنه رسوله الكريم محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.
إن فكرة التضامن لا تتحقق إلا إذا اتحدت مشاعر الأفراد على أساس عقدي روحي دائم لا يتغير بتغير الظروف والأحوال والمصالح، وهذه المشاعر لا يمكن أن تلتقي على مجرد العصبية أو الجنسية أو المنافع الاقتصادية فقط، لأنها عوامل غير ثابتة وغير صالحة لأن تبنى عليها وحدة إسلامية إنسانية، وما كان هذا شأنه فهو غير قادر على الاستمرار في توحيد الشعوب، والأمة التي يجمع بين أفرادها الحق لا يمكن أن يفرق بينها الباطل. وقد جمعت عقيدة التوحيد بين المسلمين جميعا بغض النظر عن أجناسهم وألوانهم وأوطانهم وعصبياتهم وهذه العقيدة نفسها قادرة اليوم على أن تجمع بين المسلمين وأن تؤلف بين قلوبهم وأن توحد مقاصدهم وأهدافهم.
وأما العامل الخارجي فيتجلى بأن تتمثل حكومات البلاد الإسلامية الإسلام بمعناه الحقيقي عقيدة ونظام حياة ونظام حكم. ومن الخطأ البالغ أن تفصل أية حكومة بين التصور الاعتقادي وبين نظام الحكم والأنظمة الاجتماعيةن ذلك لأن الإسلام يختلف اختلافا كليا عن سائر المعتقدات وسائر الأديان التي عبثت بها الأيدي وغيرت من خط مجراها تغيرا جوهريا، وقد بقي الإسلام الدين الوحيد الموثوق فيه الذي سلم -بفضل الله وحفظه- من الأيدي الآثمة والأفكار المضللة، وهو الدين الذي ينبع منه كل تصور لكل نواحي الحياة وجوانبها. وحينما يكون الشعب مسلما بأنه لا يرضى بغير دين الله حكما ولا بغير شرع الله شرعا، والانفصام بين التصور الاعتقادي والنظام الاجتماعي والسياسي لا يفيد إلا التمزق الفكري والاجتماعي، وإنه يوقع فئات المجتمع بربكة أيما ربكة وحيرة أيما حيرة.
وقد آن للمسلمين أن يعرفوا الطريق السوي الذي يجب أن يسلكوه، والغاية

اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست