responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 313
العدو ويخيفه..
وما تَنْفَع الخيل الكرام ولا القِنا ... إذا لم يكن فوق الكِرام كِرام
إن السلاح لا يعمل إلا في يدي بطل، والبطل لا يصنعه إلا الإيمان.. وإن الذي يتقدم ليجود بنفسه يجب أن يكون مستعدًّا جسميًّا لتحمل المشاق ومكابدة المتاعب، وقد كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحث الجنود على تحمل كل مشقة لأداء الحرب، وأن يعدوا أنفسهم لاحتمال المصاعب، يروي عبد الله بن عمر عن أبيه الفاروق أنه كان يرسل إلى الولاة بالشام "أن انظر من قبلك فمرهم فلينتعلوا وليحتفوا" قال العلماء في بيان معنى هذا الخبر: يستحسن للجند أن يمشوا أحيانًا بغير نعل وأحيانًا في النعل ليتعودوا ذلك كله وهذا تنبيه إلى الجند ألا يجنحوا إلى الترف والنعيم، فإن الجندية والتنعيم نقيضان لا يجتمعان.. وكثيرًا ما يضطر الجند إلى أداء أشق الأعمال وأعنفها، فيجب أن يخشوشنوا ليكونوا على استعداد كامل للمتاعب إذا نزلت، وقد يقضي أحدهم ليالي وأيامًا في الفيافي والقِفار ولا يجد ما ينتعله فيجب أن يكون قادرًا على المشي، وأن الترف يؤدي إلى استرخاء النفوس وتعودها على البطالة والكسل والجبن والخوف من اقتحام الشدائد ومواجهة المعارك ولذلك كان الخلفاء -رضي الله عنهم- يوصون الجند بالخشونة في المأكل والملبس والبعد عن كل عمل يؤدي إلى الترف أو إلى استرخاء الجسم..
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "إنكم ستظهرون على كنوز كسرى وقيصر، وإياكم والأشَر[1]، ورب الكعبة لتأشرن" والأشر نوع من الطغيان, قال الله تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى, أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} .

[1] الأشَر نوع من الفرح مصحوب باستعلاء وتنعيم.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست