اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 259
يتولى مراتب البيض، كانت حضارتنا الإسلامية تلقي جميع أنواع التفاضل التي تعود إلى اللون أو اختلاف الدم..
"ولم يعرف في التاريخ الإسلامي أن مجتمعًا إسلاميًّا كان يقيم مجتمعات مغلقة على البيض لا يسكنها السود، كما أنه لم يسجل حادثة واحدة اضطهد فيها إنسان لونه، لأن البياض والسواد في حضارتنا ليس إلا بياض الأعمال أو سوادها.
ومع أن الحضارة الحديثة تعد من أشهر الحضارات التي عرفت بأنها قامت على مبادئ الإخاء والمساواة بين الناس، ومع أن هيئة الأمم المتحدة أعلنت ميثاق حقوق الإنسان الذي يمنع نظريًّا جميع أنواع التمايز ويعطي الناس جميعًا حقوقًا واحدة، إلا أن العالم لا يزال يطبق التمييز العنصري بسبب اللون في أبشع صوره وأشكاله"[1].
"ففي أمريكا بلد الحرية والعلم -كما يقال- الذي يضع الإنسان على القمر، لا تزال تجري مأساة من أكبر مآسي التاريخ الإنساني وهي مأساة اضطهاد الزنوج، وعدم الاعتراف للعناصر الملونة بالمرتبة الإنسانية التي يتمتع بها الأبيض، ومع أن الزنوج يعتبرون مواطنين في هذه الدولة التي تحمل أعلام الحضارة الحديثة المعاصرة إلا أنهم لا يستطيعون أن يمارسوا عمليًّا حقوق المواطن كما يمارسها المواطن الأبيض، وفي ذلك يقول أحد رجال السياسة من البيض هناك: "ليس لأي رجل ملون يغمر قلبه الرغبة في المساواة السياسية عمل ما في ولايات الجنوب، إن هذه البلاد ملك للرجل الأبيض ويجب أن تظل كذلك"[2].
وعلى هذا فالإسلام أوجد الأمة التي يربط بين أفرادها رباط العقيدة، ومن هذه العقيدة تتولد الآمال المشتركة، واللغة الموحدة، والتاريخ الزاهر الذي يشع حياة وحركة وتفاعلًا.. وتنمو في الأمة المصالح المشتركة والعلاقات الاجتماعية القوية. [1] المصدر السابق: ص65. [2] من روائع حضارتنا للدكتور السباعي: ص68.
اسم الکتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية المؤلف : العمري، نادية شريف الجزء : 1 صفحة : 259