responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 418
لها حوافظ من الضوابط الدينية والخلقية , يرى فيها نذير الخطر الذي لامست جذوته الهشيم , فالتهمت جوانب منه , تؤازرها الرياح الكونية التي تهب في جهة النار , لتزيد توقدها وسرعة امتدادها إلى كل معاقل المسلمين.

والمنغمسون في هذه المجتمعات المختلطة المفتوحة تشغلهم بوارق فتنتها , وتسكرهم كؤوس متعتها , وتخدعهم ألوان بهارجها عن إدراك الخطر الكامن فيها , عليهم وعلى أمتهم وعلى بلادهم , وتنسيهم ما وراء ذلك من عقوبة كبرى , مؤجلة إلى يوم الجزاء , بسبب تجاوزهم حدود الله , وارتكابهم ما يوجب سخطه.

ويرى الباحث الاجتماعي أيضاً في هذه المجتمعات المختلطة طائفة من السيئات الاجتماعية , التي من شأنها أن تفقد المجتمع الإسلامي تماسكه , وتواده , وتراحمه , وإخاءه , ثم تفقده في آخر الأمر وجوده كله , ومعظم هذه المجتمعات المختلطة قائمة في عناصرها غير الظاهرة على الرياء والنفاق والمخادعة والتفاخر والتكاثر والتحاسد والحيلة وتناهب النعم , وقائمة في عناصرها الظاهرة على التصنع , والمظاهر الكاذبة , والزينة المترفة , والإسراف والتبذير , واللهو واللعب والتسلية , وملء البطون , وإمتاع الحواس باللذات المحرمة , يضاف إلى ذلك ما قد يندرج فيها من قمار ومراهنات وما أشبه ذلك من مبتكرات الشياطين.

وتُعدّ لهذه المجتمعات المختلطة الثياب الفاخرة التي تبذل فيها الثروات الكثيرة , ولا يجوز في عرف النساء أن يلبسن الثوب الواحد في اجتماعات متعددة , إن التفاخر والتكاثر وموجبات الأناقة عندهن تفرض عليهن التجديد الدائم , مهما أنفقن في سبيل ذلك وبذَّرن , كما أن تصنيع الشعور والوجوه والأجساد وفق أحدث المبتكرات وعند أمهر ذوي الفن من الأمور الضرورية لديهن كالماء والهواء للحياة.
ويلاحظ في هذه المجتمعات المختلطة المترفة الماجنة أن بذل الأموال الضخمة على موائد الترف والخمر والقمار من الأمور الهينة المعتادة , وكم يكون وراء هذا التبذير الماجن ضرورات ملحة تكتوي بنيرانها أسر هؤلاء المبذرين

اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست