responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 237
مختلفون في نسبة ميول كل فرد منهم إلى كل نوع منها، أما ضوابط الحق والخير والفضيلة فإنها تحتاج إلى تعليم وإقناع وتربية على كبح جماح شهوات النفوس، ومخالفة أهوائها المرسلة.

ومن أجل ذلك تغدو مهمة المفسدين في الأرض كمهمة مطلقي الخيول من أعنتها، أو مطلقي الوحوش الضارية من أقفاصها، إذ يتركونها ترتع وتفسد في الحقول المختلفة، والرياض الغناء حسب أهوائها وعلى مقدار شراستها. أما مهمة المصلحين فإنها كمهمة سائسي الخيول. أو مروضي الوحوش الذين يكبحون جماحها، ويعقدون الأعنة في رؤوسها، ويطوعونها، ويكسرون حدة شراستها، فيطعمونها ويسقونها بحكمة على مقدار حاجتها، ولا يدعونها تفسد الحقول، وتتلف الزروع، وتسطو على ذوات الضروع، وتكسر الشجر، وتبدد الثمر.
وفرق عظيم بين المهمتين في العمل وفي الغاية، فعمل المفسدين هين لين، ولكن نتائجه فساد كثير، وشر مستطير، في حين أن عمل المصلحين كدح دائم ومشقات مستمرة، لكن نتائجه بناءٌ وتعمير، وخير وفير، وجمالٌ وزينة.

ومن الأموال والنساء والسلطات والمآكل والمشارب ومتع السمع والبصر واللهو واللعب وما يلحق بها ينصب الأعداء الغزاة حبائلهم المختلفة بين المسلمين، لاصطياد نفوسهم بها، وجذبهم إلى طرق الفتنة، ثم إلى أبواب جهنم، وبين ذلك يجد شياطين الإنس أيسر الفرص لتحقيق ما يريدون في المسلمين وفي أرضهم، من مالٍ يسلبونه، أو سلطان يبسطونه، أو تسخير بجنون ثمراته، أو دين يهدمون أركانه.

ومن أمثلة حبائل الإفساد عن طريق المال ما يدفعون من رشوات حقيرة لأصحاب نفوس كذلك، وبالرشوات التي يدفعونها إليهم يحققون عن طريقهم ما يريدون ومثل الرشوات أمور كثيرة لا تخرج عن كونها بيعاً رخيصاً للذمم، بثمن بخس دراهم معدودة. ومنها نشر وسائل كسب المال الحرام دون جهد يبذل، ويدخل في ذلك أصناف المقامرات والمغامرات المالية غير المشروعة.

ومن أمثلة حبائل الإفساد عن طريق النساء بث العاريات الفاسدات

اسم الکتاب : أجنحة المكر الثلاثة المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست