القرآن عن بحيرا الراهب في بصرى الشام، حين سافر مع عمه أبي طالب إلى الشام وهو غلام، وقد سبق شرح هذه الفرية.
المثال الثالث: زعمهم أن الفقه الإسلامي مستمد من القانون الروماني، مع أن أي ناظر في مصادر التشريع الإسلامي يكتشف بأدنى تأمل أن الفقه الإسلامي مستنبط من القرآن والسنة، وأن أدلة مسائله أحكامه مبينة في كتب الفقه الإسلامي، فلا وجود لأية أمارة ظاهرة أو خفية تسمح بإثارة هذه الشبهة، فضلاً عن أن تتحول إلى قضية تطرح في ميدان البحث العلمي.
المثال الرابع: الترويج للرواية التاريخية الساقطة التي تزعم أن القائد الأموي لجيش يزيد بن معاوية بعد أن أخضع المدينة المنورة، وقتل من أهلها من قتل، أباحها لجنوده ثلاثاً عملاً بوصية يزيد الذي أمره بذلك.
المثال الخامس: تفسير الفتح الإسلامي بأنه لم يكن لنشر دين الله، ولإعلاء كلمته، وإنما كان هدفه الحصول على وسائل العيش الثرة،في بلاد الشام والعراق وفارس ومصر، والتخلص من ظروف العيش السيئ داخل الجزيرة العربية.
المثال السادس: فرية بعضهم أن محمداً نقل معظم أصول الدين الإسلامي وفروعه من اليهودية والنصرانية، أو من الأمم الأخرى الهندية والفارسية، وصاغها بطريقته الخاصة صياغة عربية.
هذه أمثلة مفضوحة مكشوفة، زيفها واضح، والافتراء فيها بين، ولكن توجد مئات القضايا الجزئية التي أدخلها المستشرقون في بياناتهم لمفاهيم الإسلام وتعاليمه، ومنها ما قد يخفى على بعض أهل العلم والخبرة لأن التحريف فيها يسير قد يظنه الخبير خطأً في الاجتهاد، أو قصوراً في الفهم. وهم يسلكون في الأفكار المحرفة أسلوب التدرج، إذ قد يبدأ التحريف بمقدار درجة واحدة من درجات الدائرة الهندسية، حتى إذا استقرت فكرة هذا التحريف انتقلوا إلى درجة وراءها، وهكذا تسلسلاً، حتى يكون بين المحرف والأصل مسافة كبيرة جداً.