اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 7
السعادة والتعامل
سادساً: السعادة والتعامل.
الإحسان إلى الناس من أعظم أبواب السعادة: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ وفي الأثر: [إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم] ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويُؤلفون) .
وقد روي عن بعض السلف أنه كان يقول: (إنه لتكون بيني وبين الرجل الخصومة، فيلقاني فيلقي عليَّ السلام فيلين له قلبي) .
(وقد كانت الجارية تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتأخذ بيده، وتذهب به إلى أي سكك المدينة شاءت) .
إن الانشغال بعمل مفيد، أو عمل نافع، أو محاولة الإبداع فيما يحسن الإنسان وفيما ينفع به الناس من أبواب السعادة.
إن تخفيف النكبات على الآخرين - (الساعي على الأرملة والمسكين أنا وهو في الجنة كهاتين) - وطلاقة البشر -الوجه- والعفوية، والتماس الأعذار، وعدم البحث عن سلبيات الآخرين، أو اتهام النفس قبل الغير - {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]-.
أعط من حرمك، واعف عمن ظلمك، وابذل نداك، وكف أذاك، وتعاهد من وصلته بمعروفٍ جديد، تجد السعادة في عالمك.
من هو أسعد البشر؟! إنه ذلك الذي يقدر مواهب الآخرين، ويشاركهم في غبطتهم كما لو كانت غبطته هو، يقول الأستاذ مصطفى أمين: أشعر بسعادة غامرة عندما أستطيع أن أرسم ابتسامة على شفاهٍ حزينة، أو أمسح دمعة من عين باكية، أو أن أمد يدي إلى إنسان سيئ الحظ وقع على الأرض فأساعده على الوقوف.
إن السعادة الكبرى هي في العطاء وليست في الأخذ: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت آخذه أولئك الذين يكرهون الآخرين ويحزنون لنجاحهم هم في الحقيقة يطردون السعادة من قلوبهم بإرادتهم.
اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 7