responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 8
السعادة والقناعة
سابعاً: السعادة والقناعة.
الإنسان مطبوع على حب الدنيا وما فيها السعيد ليس من ينال كل ما يرغب، وإنما السعيد من يقنع بما أعطاه الله عز وجل، قال سعد بن أبي وقاص لولده: [يا بني! إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فإن لم تكن قناعة فإنه ليس يغنيك مال مهما كثر] .
وفي الترمذي يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) .
حاتم الأصم ترك أولاده وبناته دون نفقة وذهب، فسقوا رجلاً، وتبين بالصدفة أنه أمير، فأعطاهم وأغناهم، فقالت البنت لأمها وهي تبكي: انظري يا أماه! هذا مخلوق نظر إلينا فاستغنينا فكيف لو نظر الخالق جلَّ وعزَّ إلينا؟!! عمر بن عبد العزيز رحمه الله قبل الخلافة أمر أن يشترى له مطرف خزّ -حرير- فاشتري له بألف دينار، ووضع يده عليه وقال: ما أخشنه.
فلما ولي الخلافة أمر أن يشترى له ثوب بثمانية دراهم، فلما جيء به إليه وضع يده عليه وقال: ما أرقه! ما ألينه! ما أنعمه! رب صاحب قصر يتمنى السعادة، وربَّ فقير يعيش في كوخ وهو يتظلل ويظلل أهله بالسعادة.
من أراد السعادة فلا يسأل عنها المال، ولا الذهب والفضة، ولا القصور والبساتين أو الرياحين، بل عليه أن يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه؛ فإن القناعة هي ينبوع السعادة وهناءته: أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حرا

اسم الکتاب : دروس للشيخ سلمان العودة المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست