responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 470
.. قال الإمام ابن الجوزي – رحمه الله تعالى –: وبلغنا أنَّ بعض المتعبدات البصريات وقعت في نفس رجل مهلبي، وكانت جميلة، وكانت تخطب فتأبى، فبلغ المهلبي أنا تريد الحج، فاشترى ثلاثمائة بعير، ونادى من أراد الحج فليكتر من فلان المهلبي، فأكترت منه، فلما كان في بعض الطريق جاءها ليلا ً: إما أن تزوجيني نفسك، وإما غير ذلك، فقالت: ويحك اتق الله، فقال: ما هو إلا ما تسمعين، والله ما أنا بجمَّال، ولا خرجت في هذا إلا من أجلك، فلما خافت على نفسها قالت: ويحك انظر أبقي في الرجال أحد لم ينم؟ قال: لا، قالت: عد فانظر، فمضى وجاء، فقال: ما بقي أحد إلا وقد نام، فقالت: ويحك أنام رب العالمين؟ ثم شهقت شهقة وخرت ميتة، وخر المهلبي مغشياً عليه، ثم قال: ويحى قتلت نفساً، ولم أبلغ شهوتي، فخرج هارباً [1] .

[1] انظر ذم الهوى: (277) ، والقصة ذكرها ابن القيم في روضة المحبين: (467) .
قال عبد الرحيم – غفر الله ذنوبه أجمعين –: ليت تلك المرأة البصرية تزوجت لتكمل دينها، ولتنجو من مطامع الطامعين، فالنكاح حصن حصين، وهو خلق الخيار من المؤمنات والمؤمنين وفي المسند: (2/287، 289) بسند صحيح عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال: لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مخنثي الرجال، الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال، والمتبتلين من الرجال الذين يقولون: لا نتزوج، والمتبتلات من النساء اللاتي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى استبان ذلك في وجوههم، وقال: البائت وحده، قال الهيثمي في المجمع: (4/251) : رواه أحمد وفيه الطيب بن محمد وثقه ابن حبان وضعفه العقيلي، وبقية رجال الصحيح 1هـ. قال المنذري في الترغيب والترهيب: (3/105) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا طيب بن محمد وفيه مثال: والحديث حسن، وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند: (14/243) "7842"، (15/10) "8778" إسناده صحيح، وانظر الحديث في التاريخ الكبير: (4/362) وتعليق الشيخ أحمد شاكر على كلامه في تعليقه على المسند.
وفي كتاب أخبار النساء: (122) أن رجلا ً رأى جارية من أهل البصرة في الطواف فأعجبته، فدنا منها، فكلمها فلم تلتفت إليه، فلما كان في الليلة الثانية، فقالت له: إليك عني أيها الرجل فإنك في موضع عظيم الحرمة، فلما ألحّ عليها أتت زوجها، فقالت له: تعال معي فأرني المناسك فلما أقبلت مع زوجها كان الرجل ينتظرها في الطريق، فولى منصرفاً، فقالت:
تَعْدُو الذئابُ على مَنْ لا كِلابَ لَهُ ... وتَتَّقي مَرْبِضَ المُسْتأسِدِ الحَامي
فحدث الخليفة المنصور بهذا الحديث فقال: وددت أنه لم تبق فتاة في خدرها إلا سمعت هذا الحديث.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 470
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست