اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 413
وقد تلقى عن الجعد بن درهم ضلالة التعطيل تلميذه الشيطان، الجهم بن صفوان، ونسب مذهب التعطيل إليه، لقيامه بنشره وحد به عليه، قال الإمام الذهبي – عليه رحمة الله تعالى – في الميزان: جهم بن صفوان أبو محرز السمرقندي الضال المبتدع، رأس الجهمية، هلك في زمن صغار التابعين، وما علمته روي شيئاً، لكنه زرع شراً عظيماً 10هـ.
وكان هلك الجهم سنة ثمان وعشرين ومائة، إذ خرج مع الحارث بن سريج على أمراء بني أمية وكان أمير خراسان نصر بن سيار، وقائد شرطته سلم بن أحوز، فأسر الجهم، وأوقف بين يدي سلم بن أحوز، فأمر بقتله، فقال له الجهم بن صفوان: استبقني، فإن لي أماناً من ابنك، فقال له سلم: ما كان له أن يؤمنك، ولو فعل ما أمنتك، والله لو ملأت هذه العباءة كواكب، وأنزلت عيسى بن مريم – على نبينا وعليه الصلاة والسلام – ما نجوت، والله لو كنت في بطني لشققت بطني حتى أقتلك، قال الحافظ في الفتح: وأخرج ابن أبي حاتم عن طريق محمد بن صالح مولى بني هاشم، قال: قال سلم بن أحوز حين أخذ الجهم: يا جهم إني لست أقتلك لأنك قاتلتني أنت عندي أحقر من ذلك، ولكني سمعتك تتكلم بكلام أعطيت الله عهداً أن لا أملكك إلا قتلتك فقتله، وروى ابن أبي حاتم من طريق بكير بن معروف، قال: رأيت سلم بن أحوز حين ضرب عنق الجهم، فاسود وجه جهم، سود الله وجهه في الآخرة كما سود وجهه في الدنيا.
وقد أجمع السلف الأبرار على ذك الجهمية الأشرار، قال إمام الأخيار الإمام عبد الله بن مبارك – عليه رحمة العزيز الغفار –: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ونستعظم أن تحكي قول الجهم.
وكان يقول:
ولا أقول بقول الجهم إن له ... قولا ً يضارع قول الشرك أحياناً
وينشد:
عجبت لشيطان دعا الناس جهرة ... إلى النار واشتق اسمه من جهنم
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 413