responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 405
وبذلك جمع الشيعة بين مفسدتي التمثيل والتعطيل، ولا غرة في ذلك فهم شر جيل، وفيهم ما تفرق في غيرهم من عمل رذيل، وأول من عرف في هذه الأمة بالتمثيل: هشام بن الحكم الضليل وهم من أركان الشيعة ذوي المذهب السافل الهزيل، وسار على منواله البالي سميه العاتي، هشام بن سالم الجولقي، ولكل منهما فرقة تنسب إليهما، قال الإمام أبو منصور البغدادي فيهما: وكلتا الفرقتين قد ضمت إلى جيرتها في الإمام ضلالتها في التجسيم، وبدعتها في التشبيه [1] .
الفرقة الثانية: الكرامية، وهم الذين ينتسبون إلى إمام مذهبهم محمد بن كرام، صاحب البلايا والأوهام، قال الإمام ابن حبان – عليه رحمة الله تعالى – خُذِلَ ابن كرام، حتى التقط من المذاهب أرداها، ومن الأحاديث أوهاها [1]هـ وقد وصف ابن كرام معبوده بأنه جسم مماس للعرش، والعرش مكان له، وزعم أن معبوده جوهر، وله ولأتباعه أوهام وهذيان وهي مع شناعتها ليست أقوال الشيعة قادة الشيطان، ومع هذا فيجب أن يصان عن ذكرها الزمان، لئلا يكون الإنسان مغبوناً من ذوي الخسران – عرفنا الله بمقدار اللحظات، ووفقنا لاغتنامها في الطاعات، إنه سميع مجيب الدعوات [2] .

[1] تقدم قبل التعليقة السابقة الإحالة على الكتب التي نقلت عن هشام بن الحكم الرافضي شيئاً من كفره وضلاله، وأما سميه الخبيث هشام بن سالم الجولقي فقد زاد عليه في الكفر والضلال فزعم أن الله على صورة الإنسان، وذكر أنواعاً من الكفر والهذيان، لا تخطر ببال عتاة الجان، فعليه وعلى كل مشبه ممثل لعنة الملك الرحمن، انظر بعض إلحاده، زندقيته وضلاله في مقالات الإسلاميين: (1/105، 259) ، والفرق بين الفرق: (68-69) واعتقادات فرق المسلمين والمشركين: (98) .
[2] تقدم في هذا الكتاب المبارك ذكر الحديث الصحيح "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" مع التنبيه على شرف الوقت وقيمته في صفحة: (....) فارجع إليه.
والكرامية بفتح أوله، والراء المشددة، النسبة إلى أبي عبد الله بن كرام الهالك سنة خمس وخمسين ومائتين كان أبوه يحفظ الكرم، فقيل له: كرام، وأحدث مذهباً تبعه عليه عالم لا يحصون بنيسابور وهراة ونواحيها، فيقال لكل واحد منهم: كرامي، ولهم مذهب مشهور في التشبيه، قاله ابن الأثير في اللباب: (3/89) ، وانظر قول ابن حبان المتقدم في الميزان: (4/21-22) وفيه: كرام مثقل، فيده ابن ماكولا، وابن السمعاني وغير واحد وهو الجاري على الألسنة.
وقد أنكر ذلك متكلمهم محمد بن الهيصم، وغيره من الكرامية، فحكى فيه ابن الهيصم وجهين:
أحدهما: كرام بالتخفيف والفتح، وذكر أنه المعروف في السنة مشايخهم، وزعم أنه بمعنى كرامة أو بمعنى كرم، والثاني: أنه كرام بالكسر، على لفظ جمع كريم، وحكى هذا عن أهل سجستان، وأطال في ذلك، وقال أبو عمرو بن الصلاح: لا يعدل عن الأول، وهو الذي أورده ابن السمعاني في الأنساب، وقال: كان والده يحفظ الكروم، قلت: – القائل الذهبي – هذا الذي قاله ابن السمعاني بلا إسناد، وفيه نظر، فإن كلمة "كرام" علم على والد محمد سواء عمل في الكرم، أو لم يعمل، والله تعالى أعلم. وفي لسان الميزان: (5/355) قال بان عساكر: كان للكرامية رباط ببيت المقدس، وكان هنالك رجل يقال له: هجام، حسن الظن به، فنهاه الفقيه نصر، فقال: إنما لي الظاهر، فرأى هجام بعد ذلك أن في رباطهم حائطاً فيه نبات النرجس فاستحسنه، فمد يده فأخذ منه شيئاً، فوجد أصوله في العذرة، فقال له الفقيه نصر: الذي قلت لك تعبير رؤياك ظاهرهم حسن، وباطنهم خبيث.
قال عبد الرحيم الطحان – أحسن الله له الختام – ضلالات محمد بن كرام، كثيرة جسام، أبرزها ثلاثة آثام: أولها: تشبيه الرحمن بالإنسان. وثانيها: جواز وضع الأحاديث على خير الأنام – عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام – إذا كانت متعلقة في الترغيب في طاعة الرحمن، والترهيب من الفجور والعصيان. وثالثها: القول بأن الإيمان هو مجرد النطق باللسان، وإن لم يعتقد ذلك بالجنان، انظر تلك الضلالات التي اختلقوها، وإلى الشيعة المظهرة نسبوها في لسان الميزان: (5/353-356) ، والفرق بين الفرق: (215-225) ، وفيه: وضلالات أتباعه اليوم متنوعة أنواعاً، لا نعدها أرباعاً ولا أسباعاً، لكنا نزيد على الآلاف آلافاً، ونذكر منها المشهور، الذي هو بالقبيح مذكور، وختم الكلام على مخازيهم بقوله: وفضائح الكرامية على الأعداد، كثيرة الأمداد وانظر مقالات الإسلاميين: (1/205) ، والرسالة التدمرية: (122) ، والبداية والنهاية: (11/20) وشذرات الذهب: (2/131) ، ومقدمة ابن الصلاح: (213) معها المحاسن، وشرح النووي على صحيح مسلم: (1/70) ، وفتح المغيث: (1/213) ، وتدريب الراوي: (185) ، ومجموع الفتاوى: (3/185) ، وتلبيس إبليس: () 84، والفصل في الملل والأهواء والنحل: (4/154-155) ، والملل والنحل: (1/115-122) ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين: (101-102) ، وسيأتيك تفصيل القول في حالة الكرامية ونقض أصولهم الردية، عند الكلام على الفرق الغوية التي أنشأت في هذه الأمة المرضية، في مادة الملل والنحل، إن شاء الله ويسر.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست