اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 404
.. ينحصر تشبيه الخالق بالمخلوقات، وتمثيله بهم في الذوات والصفات، في فرقتين ضالتين فليس هناك فرقة غيرهما تتبنى تلك المقالة، وقد يوجد أفراد من بعض الفرق يتلبسون بتلك الضلالة، وتلكما الفرقان هما:
الفرقة الأولي: الشيعة الرافضة، وقد قال الضلالة، وتقلد وزر تلك الغواية، طواغيتهم المتقدمون، أما المتأخرون منهم فصاروا إلى مذهب التعطيل الملعون، وكان ذلك التحويل في أواخر المائة الثالثة كما ذكر ذلك الإمام ابن تيمية الثقة المأمون [1] . [1] انظر منهاج السنة النبوية: (1/19-20) وفيه من ضمن كلامه في ذلك: ولهذا نجد المصنفين في المقالات كالأشعري لا يذكرون عن أحد من الشيعة أنه وافق المعتزلة في توحيدهم وعدلهم إلا عن بعض متأخريهم، وإنما يذكرون عن قدمائهم التجسيم، وإثبات القدر وغيره، وأول من عرف في الإسلام أنه قال: إن الله جسم، هو هشام بن الحكم 10هـ وانظر مقالات الإسلاميين: (1/105) ففيه ما أشار إليه الإمام ابن تيمية، حيث ذكر الإمام أبو الحسن أن الرافضة في التجسيم ست فرق، خمسة منهم يقولون به، والفرقة السادسة يقولون بقول المعتزلة والخوارج، وعقب على حكاية قول الفرق الستة المعطلة بقوله: وهؤلاء قوم من متأخريهم، فأما أوائلهم فإنهم كانوا يقولون ما حكينا عنهم من التشبيه، وسبب تسمية تلك الفرقة الشنيعة بالشيعة: إدعائهم مشايعة علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه – ونصرته على من ناوأه، وسموا رافضة لرفضهم إمامة الشيخين أبي بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – كما في مقالات الإسلاميين: (/87) ولرفضهم إمامة عثمان بن عفان – رضي الله تعالى عنه – والطعن عليه، كما في التنبيه والرد: (164) ولقول زيد بن على لهم: رفضتموني، كما قال الإمام أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين أيضاً: (1/129-130) وعبارته: كان زيد بن علي – بن الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنهم – بويع له بالكوفة في أيام هشام بن عبد الملك، وكان أمير الكوفة بن عمر الثقفي، وكان زيد يفضل علي بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتولى أبا بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – ويرى الخروج على أئمة الجور، فلما ظهر بالكوفة في أصحابه الذين بايعوه، وسمع من بعضهم الطعن على أبي بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – فأنكر ذلك على من سمعه منه، فتفرق عنه الذين بايعوه فقال لهم رفضتموني، فيقال: إنهم سموا رافضة، لقول زيد لهم: رفضتموني، ونجوه في مجموع الفتاوى: (13/35-36) وعبارته: وأما لفظ "الرافضة" فهذا اللفظ أول ما ظهر في الإسلام لما خرج زبد بن علي بن الحسن – رضي الله تعالى عنهم – في أوائل الماء الثانية في خلافة هشام بن عبد الملك واتبعه الشيعة، فسئل عن أبي بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – فتولاهما، وترحم عليهما، فرفضه قوم، فقال: رفضتموني رفضتموني، فسموا بالرافضة، وفي منهاج السنة النبوية: (1/9) أن ذلك كان سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين ومائة في آخر خلافة هشام، وأضاف الشيخ محيي الدين عبد الحميد معنىً رابعاً في سبب تسميته الشيعة بالرافضة، فقال: في تعليقه على مقالات الإسلاميين: (1/87) : ويقال سموا رافضة لكونهم، رفضوا الدين 1هـ.
قال بعد الرحيم – غفر الله له ذنوبه أجمعين –: والأمور الأربعة موجودة فيهم وظاهرة الشيعة الرفض وحقيقتهم الكفر المحض، ومبدأ الكفر وبابه عن التشيع والرفض ولذلك قال الإمام الشعبي – عليه رحمة الله تعالى – كما في بستان العارفين: (443) الرفض سلم الزندقة، فما رأيت رافضياً إلا رأيته زنديقاً 1هـ وفي مجموع الفتاوى: (4/102) ذكر العلماء أن الرفض أساس الزندقة، ونحوه في: (35/136) وسيأتيك بيان حالة الشيعة الأشرار الذين هم أخس من روث الحمار، عند الكلام على الفرق الزائغة في هذه الأمة في دراسة الملل والنحل إن شاء الله ويسر.
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 404