اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 391
قُبيّلة ٌ لا يَغْدرون بِذِمّةٍ ... ولا يظلمون الناس حَبّة َ خَرْدَل ِ
ومثل هذا قول آخر:
لكنّ قومي وإن كانوا ذوي عَدَدٍ ... ليسوا من الشر في شيءٍ وإنْ هانا
... قال عبد الرحيم – غفر الله ذنوبه أجمعين –: ولكون التروك قد يكون سبب تركها عجز الناس عن فعلها، أن التروك لا يثيب الله عليها المكلفين، إلا إذا تركوها ابتغاء وجهه الكريم، وإذا تركها العباد سبهللاً، لأنها لم تخطر ببالهم أصلا ً، فلا ثواب ولا عقاب، وأما إذا تركوها لعجزهم عنها، وفي نيتهم عزم أكيدٌ على فعلها، فعليهم العقاب بلا ارتياب، ولهم الويل والتباب، فاتق يا عبد الله ربك في نفسك، وصحح النية قبل دخولك رمسك [1] . [1] أي قبرك، رَمَسَه ُ يَرْمُسُه ُ رَمْساً فهو مَرْموسٌ ورَمِيسٌ: دفنه وسوى عليه الأرض وكل ما أهيل عليه التراب فقد رمس، وكل شيء نثر عليه التراب فهو مرموس، كما في اللسان: (7/406) "رمس" ومن طريف ما يروى في تعجيل العقوبة لمن يظهرون ترك القائح، ويوهمون الناس بترك الفضائح، وهم بفعلها متلبسون، وعن الصراط ناكبون، ما ورد في أخبار النساء: (121-122) من أن بعض السفهاء قام في ليلة ظلماء، ليعتدي على جارية من النساء، فلما عاد إلى سريره لسعته عقرباء فتجلد وصبر حتى استقر على السرير، خشية انكشاف حاله الحقير، ثم توجع وصاح، فقالت له صاحبة البيت مالك؟ فقال لها: لدغتني عقرب، فقالت: وعلى السرير عقرب؟ فقال لها: نزلت لأبول فأصابتني، ففطنت لنيته الخبيثة، ولما أصبحت جمعت جواريها واستحلفتهن أن لا يقتلن عقرباً في دارها إلى سنة، ثم قالت:
إذا عُصِيَ الله في دارنا ... فإنّ عقاربَنا تَغْضَبُ
ودارٌ إذا نام حُرّاسُها ... أقامَ الحُدودَ بها العقرب
اسم الکتاب : خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان المؤلف : عبد الرحيم الطحان الجزء : 1 صفحة : 391