responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
الفصل الثالث: علم النحو في الأندلس والمغرب وعلماؤه
تباعد الشقة بين هذه البلاد وبين العراق مهد النحو قضى عليها أن تتأخر ردحا من الزمن عن اقتفائها العراق في مزاولته إلى أن نضج وكمل، وعناية الولاة على الأندلس من قبل بني أمية منذ فتحه سنة 93هـ منصرفة إلى إخضاع البلاد للخلافة فحسب، نعم لما استقلت بنو أمية بالأندلس على يد عبد الرحمن الداخل صقر قريش سنة 138هـ، وتوطد فيها الملك له ولعقبه من بعده استقبلت الأندلس عهدا جديدا وبدأت الحركة العلمية فيها، بفضل مناصرة بني أمية اللغة جريا على دأب بني أبيهم في المشرق، فأرغبوا العلماء في العلم وكافئوهم على دراستهم وتصنيفهم، فاستحث ذلك دول المغرب التى كانت تموج بالاضطرابات آنئذ، لأنها دول عربية تقدس الكتاب الكريم وتحدب على اللغة العربية لغة الدين، ففي المغرب الأقصى دولة الأدارسة العلوية نشأت على يد إدريس بن عبد الله بن حسن في مدينة "وليلي" سنة 172هـ، وضمت إليها بلاد تلمسان، وفي شمال إفريقية دولة الأغالبة التي أسسها إبراهيم بن الأغلب التميمي المتوفى سنة 184هـ.
ثم قامت على أنقاض الدولتين الدولة الفاطمية واحتازات المغرب سنة 297هـ، وامتد نفوذها من المحيط الأطلسي إلى مصر سنة 358هـ، فنهضت المغرب تجاري الأندلس، بحكم قرب الجوار واتحاد اللغة والدين، لذلك تجشم أفراد من الأندلس والمغرب الأسفار إلى المشرق ورووا عن علمائه واقتبسوا من معارفهم إذ لم يكن في مقدورهم الرحلات إلى البوادي،

اسم الکتاب : نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة المؤلف : الطنطاوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست