اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 517
الحسن منذر بن سعيد البلوطي فخر علماء الأندلس علمًا وفضلًا، وعدلًا وشجاعة ومكانة، والشاعر المبدع أبو عمر يوسف بن هارون المعروف بالرمادي، والشاعر محمد بن هانئ.
وكتاب "مطمح الأنفس" -على صغر حجمه- يضم القصائد الفريدة والأخبار الطريفة التي لم تتكرر في غيره من الكتب التي عرضت للأدب الأندلسي، وأدبائه عند من كانت لهم دراسات تاريخية، فلقد قام الفتح بعمل دراسة ميدانية حسبما يسميها علماء الاجتماع المعاصرون.
هذا وكل من "قلائد العقيان" و"المطمح" يعتبر من المصادر الأصيلة لكل من كتب أو ألف أو ترجم في نطاق الأدب الأندلسي ابتداء من أبناء سعيد في المغرب وانتهاء بلسان الدين بن الخطيب، كل في كتبه العديدة التي يقول فيها بين الحين والآخر "قال الفتح في قلائده" أو جملة "ذكره الفتح في القلائد" أو جملة "ومن القلائد"، ثم يأتي بالنص أو بالخبر.
وإذا كان ثمة عيب ظاهر في كل من القلائد والمطمح، فهو أن الفتح بن خاقان لم يضع في اهتمامه ذكر تواريخ مواليد ووفيات الأعيان الذين عرض لهم بالترجمة.
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة:
يعتبر كتاب الذخيرة من أشهر الكتب التي ألفها العلماء الأندلسيون وأنفسها قيمة فيما يتصل بتاريخ أدب وطنهم الأندلس، ولقد قام بتأليفه علي بن بسام الشنتريني نسبة إلى بلدة شنترين التي ولد فيها وعاش في رحابها معظم سني حياته، وشنترين تقع في أقصى غرب الأندلس -أي في البرتغال المعاصرة- وتعرف المدينة الآن باسم Santarem.
ولقد هاجر ابن بسام من مدينته الجميلة حين بدأت تتعرض للغزو الأسباني المسيحي، وتضطرب أسباب العيش فيها، فاتجه مهاجرًا إلى جهة الشرق حيث ألقى عصا الترحال في إشبيليه، وبها استقر مقامه بضع سنوات وفيها ألف "الذخيرة" ثم توفي فيها سنة 524هـ وهي السنة نفسها التي فيها وقعت مدينته في يد الروم، ولعل خبر سقوط مدينته العزيزة على نفسه، وقع على قلبه في مغتربه موقعًا أليمًا فكان من الأسباب التي أودت بحياته؛ لأنه عاش في إشبيلية حياة مضطربة غير مستقرة، محوطًا بالحساد مقترًا عليه في الرزق بعد رفاهية عيش في موطنه ونعومة حياة في بلدته شنترين. وهو يذكر ذلك في مقدمة كتاب مسجلًا ذلك للتاريخ قائلًا1:
1 مقدمة الذخيرة "1/ 1/ 8".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 517