اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 297
الفصل الرابع: أمالي القالي
مدخل
...
الفصل الرابع: أمالي القالي:
لقد ألف أبو علي عددًا من الكتب النفيسة التي أهمها كتابه المشهور "الأمالي" وهو أول كتاب يحمل هذا الاسم صراحة، كما أنه في الوقت نفسه أشهر كتب الأمالي على الإطلاق.
وليس كتاب الأمالي -على نفاسته- الأثر العلمي الوحيد لأبي علي القالي، وإنما كان لذلك العالم الجليل الذي وهب حياته كلها للعلم العديد من الكتب النفيسة المشهورة مثل كتاب "الممدود والمقصور والمهموز" و "كتاب الإبل" و "كتاب حلى الإنسان والخيل وشياتها" و "كتاب مقاتل الفرسان" و "كتاب تفسير السبع الطوال" و "كتاب البارع" في اللغة على حروف المعجم جمع فيه كتب اللغة ويقع في ثلاثة آلاف ورقة، وقد امتدحه تلميذه ومعاصره العالم اللغوي أبو بكر الزبيدي صاحب كتاب "مختصر العين" قائلًا: لا نعلم أحد من المتقدمين ألف مثله.
إن أبا إسماعيل بن القاسم القالي لم يكن موضع تكريم الدولة الرسمية الأندلسية وحسب، وإنما كان موضع الإجلال بين العلماء وعامة الناس، وكان ممثلًا للثقافة المشرقية التي كانوا يتطلعون إليها ويتابعون كل جديد فيها، وقد امتدحه كثير من الشعراء وفي مقدمتهم الرمادي الشاعر الأندلسي المشهور قائلًا:
روض تعاهده السحاب كأنه ... متعاهد من عهد "إسماعيل"
قسه إلى الأعراب تعلم أنه ... أولى من الأعراب بالتفضيل
حازت قبائلهم لغات فُرِّقت ... فيهم وحاز لغات كل قبيل
فالشرق خالٍ بعده فكأنما ... نَزَلَ الخراب بربعه المأهول
وكأنه شمس بدت في غربنا ... وتغيبت عن شرقهم بأفول
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 297