responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 175
ذكر المعتدل من الأقاليم والمنحرف

قد بَينا أَن الْمَعْمُور من هَذَا المنكشف من الأَرْض إِنَّمَا هُوَ وَسطه لإفراط الْحر فِي الْجنُوب مِنْهُ وَالْبرد فِي الشمَال وَلما كَانَ الجانبان من الشمَال والجنوب متضادين فِي الْحر وَالْبرد وَجب أَن تندرج الْكَيْفِيَّة من كليهمَا إِلَى الْوسط فَيكون معتدلا
فالإقليم الرَّابِع أعدل الْعمرَان وَالَّذِي حفافيه من الثَّالِث وَالْخَامِس أقرب إِلَى الإعتدال وَالَّذِي يليهما وَالثَّانِي وَالسَّادِس بعيدان من الإعتدال وَالْأول وَالسَّابِع أبعد بِكَثِير فَلهَذَا كَانَت الْعُلُوم والصنائع والمباني والملابس والأقوات والفواكه بل والحيوانات وَجَمِيع مَا يتكون فِي هَذِه الأقاليم الثَّلَاثَة المتوسطة مخصوصه بالإعتدال وسكانها من الْبشر أعدل أجساما وألوانا وأخلاقا وأديانا حَتَّى النبوات فَإِنَّمَا تُوجد فِي الْأَكْثَر فِيهَا وَلم نقف على خبر بَعثه فِي الأقاليم الجنوبية وَلَا الشمالية وَذَلِكَ أَن الْأَنْبِيَاء وَالرسل إِنَّمَا يخْتَص بهم أكمل النَّوْع فِي خلقهمْ وأخلاقهم قَالَ تَعَالَى {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس} وَذَلِكَ ليتم الْقبُول لما يَأْتِيهم بِهِ الْأَنْبِيَاء من عِنْد الله وَأهل هَذِه الأقاليم أكمل لوُجُود الإعتدال لَهُم فتجدهم على غَايَة من التَّوَسُّط فِي مساكنهم وملابسهم وأقواتهم وصنائعهم يتخذون الْبيُوت المنجدة بِالْحِجَارَةِ المنمقة بالصناعة ويتناغون فِي استجادة الْآلَات والمواعين ويذهبون فِي ذَلِك إِلَى الْغَايَة وتوجد لديهم الْمَعَادِن الطبيعية من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد والنحاس والرصاص والقصدير ويتصرفون فِي معاملاتهم بالنقدين العزيزين ويبعدون

اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست