responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 150
وتفتح النُّور واخضر وَجه الأَرْض ونتجت الْبَهَائِم وَدرت الضروع وأخرجت الأَرْض زخرفها وأزينت وَصَارَت كصبية شَابة قد تزينت للناظرين وَللَّه در الْحَافِظ جمال الدّين يُوسُف بن أَحْمد الْيَعْمرِي رَحمَه الله حَيْثُ يَقُول
(واستنشقوا لهوا الرّبيع فَإِنَّهُ ... نعم النسيم وَعِنْده ألطاف)
(يغذي الجسوم نسيمه وَكَأَنَّهُ ... روح حواها جَوْهَر شفاف)
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وَمن ذَلِك الرّبيع يذهب النَّاس إِلَى أَنه الْفَصْل الَّذِي يتبع الشتَاء وَيَأْتِي فِيهِ النُّور والورد وَلَا يعْرفُونَ الرّبيع غَيره وَالْعرب تخْتَلف فِي ذَلِك فَمنهمْ من يَجْعَل الرّبيع الْفَصْل الَّذِي تدْرك فِيهِ الثِّمَار وَهُوَ الخريف وَفصل الشتَاء بعد ثمَّ فصل الصَّيف بعد الشتَاء وَهُوَ الْوَقْت الَّذِي تَدعُوهُ الْعَامَّة الرّبيع ثمَّ فصل القيظ وَهُوَ الَّذِي تَدعُوهُ الْعَامَّة الصَّيف وَمن الْعَرَب من يُسَمِّي الْفَصْل الَّذِي يعتدل وتدرك فِيهِ الثِّمَار وَهُوَ الخريف الرّبيع الأول ويسمي الْفَصْل الَّذِي يتلوه الشتَاء وَيَأْتِي فِيهِ الكمام والنور الرّبيع الثَّانِي وَكلهمْ مجمعون على أَن الرّبيع هُوَ الخريف فَإِذا حلت الشَّمْس آخر برج الجوزاء وَأول برج السرطان تناهى طول النَّهَار وَقصر اللَّيْل وابتدأ وَزِيَادَة اللَّيْل وانصرم فصل الرّبيع وَدخل فصل الصَّيف وَاشْتَدَّ الْحر وحمي الْهَوَاء وهبت السمائم ونقصت الْمِيَاه إِلَّا بِمصْر ويبس العشب واستحكم الْحبّ وَأدْركَ حصاد الغلال ونضجت الثِّمَار وسمنت الْبَهَائِم واشتدت قُوَّة الْأَبدَان وَدرت أخلاف النعم وَصَارَت الأَرْض كَأَنَّهَا عروس فَإِذا بلغت آخر برج السنبلة وَأول برج الْمِيزَان تساوى اللَّيْل وَالنَّهَار مرّة ثَانِيَة وَأخذ اللَّيْل فِي الزِّيَادَة وَالنَّهَار فِي النُّقْصَان وانصرم فصل الصَّيف وَدخل فصل الخريف فبرد الْهَوَاء وهبت الرِّيَاح وَتغَير الزَّمَان وجفت الْأَنْهَار وَغَارَتْ الْعُيُون واصفر ورق الشّجر وصرمت الثِّمَار ودرست البيادر واختزن الْحبّ واقتنى العشب واغبر وَجه الأَرْض إِلَّا بِمصْر وهزلت الْبَهَائِم وَمَاتَتْ الْهَوَام وانجحرت الحشرات وَانْصَرف الطير والوحش يُرِيد الْبِلَاد الدافئة وَأخذ النَّاس يخزنون الْقُوت للشتاء وَصَارَت الدُّنْيَا كَأَنَّهَا امْرَأَة كهلة قد أَدْبَرت وَأخذ شبابها

اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست