المبحث الثالث: المستشرقون الإسبان والسيرة النبوية
اهتم الغربيون بتدوين سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبترجمتها. وقد كانوا واعين بالمستوى الرفيع للمسلمين، ولهذا لم يكن بدٌّ من محاربتهم بالسيف والقلم، وذلك بدراسة القرآن الكريم وحياة الرسول العظيم.
بدأ اهتمام الإسبان بالسيرة والحديث النبويين منذ القرن التاسع الميلادي. وكان أول من أدخل هذه العلوم إلى إسبانيا السوري صعصعة ابن سلام [1] (807م) .
وقد اهتم الإسبان بحادث الإسراء والمعراج على نحوٍ يلفت نظر الباحث. وسنخصص فقرات من هذا البحث لهذا الموضوع. هذا الاهتمام زاد عند الإسبان على غيرهم لأسباب نوردها تباعاً:
1- القرب الجغرافي من المسلمين فهم يبتعدون عن أول بلد مسلم بخمسة عشر كيلومتراً فقط.
2- الصراع التاريخي بين الإسبان والمسلمين عموماً والمغاربة خصوصاً.
3- التاريخ المشترك بين المسلمين والإسبان (لا يمكن أحداً مسح ثماني قرون من ذاكرته؛ لأنه اشترك فيها مع أجناس آخرين) . [1] El Fathi, Abderrahman El libro de la Escala de Mahoma: relacines y contextos espanoles del Medievo y del Renacimiento, Universidad Abdelmalek Essadi. Tetuan,. pas. .
الفتحي عبد الرحمن، كتاب إسراء ومعراج محمد، علاقات وقرائن إسبانية للعصر الوسيط وعصر النهضة، جامعة عبد المالك السعدي، تطوان، 2003م.