السيرة هو ذلك الفضاء التاريخي الذي يعرض للفرد في نطاق المجتمع، ويعرض الأعمال الجليلة التي قام بها والتي تكون سببا في تغيير مجتمع ما.
وإذا ما أردنا أن نربط موضوع السيرة بسيرة خير رسول، فإن المرء يجزم أن السيرة النبوية جزء لا يتجزأ من تاريخ الأمة بل البشرية كلها. نحن نميل إذن مع رأي بعض الباحثين (أمينة الصاوي وعبد العزيز شرف ومحمد عبد المنعم خفاجي) [1] في أن السيرة النبوية تلخص لنا فترة زاهرة من تاريخ الأمة الإسلامية، بل هي منبع تاريخ الإنسانية كلها. ونضيف إلى ذلك كلمة الشيخ محمد علي الحركان [2] الذي قال: "وسيرته صلى الله عليه وسلم هي أقواله وأفعاله وأخلاقه الكريمة وهي الرسالة التي حملها الرسول الكريم إلى المجتمع البشري" [3] .
وقد كان محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أول من استعمل كلمة "سيرة" وقصد بها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وتتلمذ على يديه كل من موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق والحق كما ذكر بعض الباحثين ([4]) "أن فضل هؤلاء الثلاثة لا ينكر على السيرة النبوية". [1] أمينة الصاوي، وعبد العزيز شرف ومحمد عبد المنعم خفاجي، السيرة النبوية والإعلام الإسلامي، مكتبة مصر (بدون سنة) . [2] صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، 1996 م، دار المؤيد، ص، 5. [3] نفس المصدر، ص، 15. [4] أمينة الصاوي وعبد العزيز شرف ومحمد عبد المنعم خفاجي، السيرة النبوية والإعلام الإسلامي، مكتبة مصر (بدون سنة) ، ص356 وأيضا محمد بيومي مهران في الصفحات 38-42.