أ. تقييد الفكرة أو الحديث في صحائف مستقلة للمذاكرة والحفظ، وهذه المرحلة هي أدنى المراحل وأيسرها.
ب. تدوين الأفكار المتشابهة أو الأحاديث التي اختصت بموضوع معين في ديوان واحد، وتعدّ هذه المرحلة هي المرحلة الوسطى.
ج. تصنيف المجاميع وترتيب ما دوّن وتنظيمه ووضعه تحت فصول محددة وأبواب مميزة وهذه المرحلة من أهم هذه المراحل وأعقدها [235] .
من هذا نرى أن هذه المراحل قد شكلت الحلقات التي مر بها تصنيف الكتب إذا ما علمنا أن اللغويين عند عرضهم لمعنى كلمة (صنّف) وجدناهم يقولون: " وصنفه تصنيفا جعله أصنافا وميز بعضه عن بعض ومنه تصنيف الكتب" [236] .
أعطى أحد الباحثين تعليلا للسبب الذي أدى إلى ظهور أولى المصنفات عند المسلمين في بداية العصر العباسي حصرا بأن طبيعة التطور الذي أحدثه النضج العلمي الذي نشأ بالاتصال الفكري من قبل المسلمين بالأمم المجاورة، واقتباس تجارب هذه الأمم في تصنيف الكتب وتوثيق علومهم ونقلها إلى بلاد الإسلام [237] .
هذه هي العوامل والأسباب التي كانت وراء تأخر التصنيف في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، حتى بداية العصر العباسي. [235] المصدر نفسه، 1/ 92- 100. [236] ابن منظور، لسان العرب، مادة صنف، 9/ 198. [237] ينظر، شلبي، أحمد، موسوعة التأريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، مكتبة النهضة المصرية، ط 3، 1966، 3/ 216.