عاشرا: كانت المصنفات الأولى التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بمختلف جوانبها ومتعلقاتها وأنماط كتابتها ولا سيما مصنفات القرون الأربعة الأولى أكثر عقلانية ورصانة من المصنفات التي تلتها والتي كانت جمعا محضا وتكرارا لروايات سابقة فضلا عن فسح هذه المصنفات المجال للروايات الضعيفة والواهية أن تدخل في هيكل السيرة، وهذا أوجد كما هائلا من الروايات التي لم تعرفها الأصول الأولى لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم.
أحد عشر: تلاقح وانصهار أساليب مناهج المؤرخين والمحدثين فضلا عن المتكلمين والفلاسفة وأهل اللغة والتفسير في تشكيل المصنفات التاريخية التي وثقت حوادث السيرة النبوية بمختلف جوانبها حتى تنوعت هذه المصنفات واختلفت آليات عرض كل واحد منها بوجود وجهات نظر مختلفة كتبت بموجبها سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أو أحد جوانبها.
هذه هي محصلة البحث الذي أثبتنا فيه أن كتابة السيرة النبوية قد مرت بمراحل تطورية، وتشكلت بقوالب مختلفة حاكت بها العصر الذي صنفت فيه، وبينت نفسية الكاتب الذي دونها، ووجهة نظره من أحداثها ومدى ارتباطها وأثرها في الأحداث التي سبقتها والتي تلتها.
وقبل أن أنهي خاتمة هذه الدراسة يجب علي التنويه ببعض الأمور أو التوصيات، أحسب أن الاخذ بها سوف يسهم في فسح مجال أكبر للتنوع في الدراسات عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وجوانبها المختلفة، وهذه التوصيات هي:
1. نشر وتحقيق التراث الفكري المخطوط للسيرة النبوية بمختلف جوانبه مع جعل الأولوية للمصنفات الأقدم أو التي تنشر جانبا جديدا، أو تسلط مزيدا من الضوء عن جانب من جوانب السيرة النبوية الشريفة.