عرض سريع للمغازي والسرايا وتواريخ حدوثها، وذلك في بداية كتابه، ليكون مدخلا له وعرضا سريعا لمحتوياته [18] .
انعكس هذا الأمر أيضا على بعض الغزوات التي عرضها في كتابه، إذ ذكر مصادره في بداية حديثه عن كل غزوة من هذه الغزوات [19] .
نال هذا الأمر إعجاب العديد من الباحثين الذين اطلعوا على كتاب الواقدي، إذ وصفه أحدهم بالقول: " ويبدو واضحا للقارئ الحديث إن من أهم السمات التي تجعل الواقدي في منزلة خاصة بين أصحاب السير والمغازي تطبيقه المنهج التاريخي العلمي الفني، فاننا نلاحظ عند الواقدي أكثر مما نلاحظ عند غيره من المؤرخين المتقدمين أنه كان يرتب التفاصيل المختلفة للحوادث بطريقة منطقية لا تتغير، فهو ... يبدأ مغازيه بذكر قائمة طويلة من الرجال الذين نقل عنهم تلك الأخبار، ثم يذكر المغازي واحدة واحدة مع تاريخ محدد للغزوة بدقة ... ثم يذكر المغازي التي غزاها [الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم] بنفسه ... ومن اليسير أن نستدل على فطنة الواقدي وإدراكه كمؤرخ من المنهج الموحد الذي يستعمله" [20] ، ويضيف آخر واصفا أسلوبه هذا بالقول إنه كان: " أكثر ارتباطا بأساليب مدرسة المدينة ... ونهجه في العرض منظم منطقي يذكر مصادره الأساسية وهي 25 اسما وتواريخ المغازي" [21] . [18] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 1- 8. [19] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 119، 346، 363، 2/ 384، 395. [20] جونس، مقدمة التحقيق لكتاب المغازي، 1/ 31. [21] مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، 1/ 165.