منهجا بديعا ورصّعه بعيون الأخبار وفنون الاثار ترصيعا حتى أدّى ذلك الكتاب من المواهب وطار في المشارق والمغارب" [10] ، وينتهي آخر الى وصفه بالقول:
" ومن أحسن ما صنف في شمائله وأخلاقه (صلى الله عليه وسلم) كتاب الترمذي المختصر الجامع بحيث أن مطالع هذا الكتاب كأنه يطالع طلعة ذات الخباب ويرى محاسنه الشريفة في كل باب" [11] .
فضلا عن هذا كله كانت هذه المصادر التي عرضنا آراء أصحابها في الترمذي مصنف الشمائل عبارة عن شروحات لهذا الكتاب مع وجود شروحات أخرى له أجملها أحد فهارس الكتب [12] .
لم تقتصر جهود العلماء على شرح عباراته والتعليق عليه بل تعدت ذلك إلى البحث عن طرق تؤدي إلى حصول إجازة برواية الكتاب عن مصنفه أو عمن سمعه وأجيز بروايته، كما تبين ذلك الكتب التي يعرض فيها العلماء أسماء المصنفات التي حصلوا على إجازة بروايتها ورحلتهم في طلب الحديث [13] ، إذ أشارت العديد من هذه الكتب إلى حصول مصنفيها على إجازة برواية هذا الكتاب بعد مدة متأخرة عن حياة المؤلف [14] ، فضلا عن ذلك فقد كان لهذا الكتاب أثر ملموس في باقي العلماء وإن لم يثبتوه ضمن الكتب التي حصلوا [10] البيجوري، إبراهيم، المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية، دار الطباعة المصرية، بولاق، 1280 هـ، ص. [11] الدوحي، أحمد عبد الجواد، الإتحافات الربانية بشرح الشمائل المحمدية، المكتبة التجارية الكبرى، 1380 هـ، ص 18. [12] ينظر، المنجد، معجم ما ألف عن رسول الله، ص 192- 197. [13] عن كتب الإجازات ورحلات العلماء، ينظر، الأهواني، عبد العزيز، كتب برامج العلماء، مجلة معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، 1959، مج 1/ 1/ 91- 120. [14] ينظر، ابن خير الاشبيلي، فهرست ما رواه عن شيوخه، ص 204، الوادي آشي، برنامج الوادي آشين ص 210- 213.