أما المصنفات التي كتبت في هذا الجانب فقد تنوعت من حيث الأسلوب الذي كتبت به، والروايات التي حواها كل مصنف منها، وهذه المصنفات هي:
1. الشمائل النبوية لمحمد بن عيسى الترمذي (ت 279 هـ) :
مصنف هذا الكتاب هو المحدث الحافظ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى الضحاك السلمي الترمذي أحد الأئمة المحدثين وكبارهم، صنف العديد من الكتب في الحديث كان أهمها كتاب (الجامع الصحيح) ، وكان يضرب به المثل في الحفظ والإتقان والورع [6] .
كان هذا الكتاب أول مصنف كتب في هذا الجانب [7] ، ولأجل هذه الريادة أكتسب حظوة كبيرة لدى العلماء والباحثين، إذ وصفه ابن كثير بالقول: " وقد صنف الناس في هذا (شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم) قديما وحديثا كتبا مفردة وغير مفردة ومن أحسن من جمع في ذلك وأجاد وأفاد الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله، أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل ولنا سماع متصل به ... " [8] وعلّق عليه آخر بالقول: " كان كتاب الشمائل من أجلّ ما ألّف في محاسن قطب الوسائل ومنبع الفضائل" [9] ، ووصف آخر هذا الكتاب بالقول: " إن كتاب الشمائل لعلم الرواية وعالم الدراية الإمام الترمذي كتاب وحيد في بابه فريد في استيعابه لم يأت أحد بمماثل ولا بمتشابه سلك فيه [6] ينظر، ابن النديم الفهرست، ص 233، الصفدين الوافي بالوفيات، 4/ 295، الذهبي، تذكرة الحفاظ، 2/ 133. [7] السخاوي، الإعلان بالتوبيخ، ص 168. [8] البداية، والنهاية، 6/ 11. [9] ابن حسوس، محمد بن قاسم، الفوائد الجليلة البهية على الشمائل المحمدية، مكتبة محمد علي، القاهرة، 1927، 1/ 2.