الولادة" فلما ولد صاحب الناموس وحبيب الملك القدوس بدا في حضرة كالعروس بوجه يحكي القمر نورا وشعرا يحكي سواده ديجورا ... وحاجب حدرت رجته بالمسك تحذيرا وطرف أسنى الجمال به قريرا" [9] .
هذا هو الأسلوب الذي كتب به هذا المصنف الذي قطعت الدراسات التي تناولت مناهج المؤرخين وأساليبهم بأن استعمال المحسنات البديعية لم تظهر في الكتابة العربية بعامة، والتاريخية منها بخاصة إلا في قرون متأخرة [10] ، مع العلم أن إحدى الدراسات قد تناولت منهج الواقدي بالبحث، فكان الأسلوب الذي وصفت به كتابات الواقدي مختلفا تماما عن أسلوب هذا الكتاب [11] ، فضلا عن هذا كله فان هذا الأسلوب السجعي في الكتابة قد اتسم ب: " الابتعاد عن الحقائق والدقة، فإذا التزم السجع فلا بد من إضافة جملة قد تكون مجرد تكرار قلما تعين على توضيح صورة الشخصية أو الحادثة، وبذلك تشغل حيزا واسعا ربما كان بالإمكان تخصيصه لحقائق الأخبار ... وبالإجمال فان استخدام السجع إذا كان قد أضفى إلى الكتابة التأريخية جاذبية في نظر القارئ المثقف فانه لم يساهم بشيء في تعميق الفهم التأريخي، كما وان استخدام السجع لم ينتج شكلا جديدا في جوهره من أشكال العرض التأريخي ... وبالتالي لم يكن السجع أسلوبا ملائما في بحث التأريخ بصورة حية" [12] . [9] المصدر نفسه، ورقة 23- 24. [10] ينظر، روز نثال، علم التأريخ عند المسلمين، ص 241- 255، جب، دراسات في حضارة الإسلام، ص 153. [11] ينظر الكبيسي، محمد فضيل، منهج الواقدي في كتابة المغازي، ص 121- 148. [12] روز نثال، علم التأريخ عند المسلمين، ص 246.