ولكن بعض المكتبات احتفظت بنسخ خطية كتب عليها كتاب [مولد النبي] لمحمد بن عمر الواقدي (ت 207 هـ) [5] ، مع العلم أن المصادر التي ذكرت المصنفات التي كتبها الواقدي لم يرد فيها أي ذكر لهذا الكتاب ضمن قائمة مصنفاته [6] ، حفز هذا الأمر عدد من الباحثين على التشكيك في صحة نسبة هذا المصنف إلى الواقدي [7] .
ومن دراسة هذا الكتاب نرى فيه جوانب عدة تدفعنا إلى القول بقطعية عدم صدوره عن الواقدي، وهذه الجوانب هي:
1. إن أسلوب الكتاب يختلف تماما عن أساليب الكتب المدونة في عصر الواقدي، إذ امتاز أسلوبه بوجود محسنات بديعية في الألفاظ ولا سيما السجع، فمن ذلك: " قالت آمنة لما حملت بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) في أول شهر من حملي وهو شهر رجب الأصم بينما أنا ذات ليلة في لذة المنام إذ دخل عليّ رجل مليح الوجه طيب الرائحة وأنواره لائحة ... فقلت له من أنت فقال أنا آدم أبو البشر فقلت له ما تريد قال ابشري يا آمنة فقد حملت بسيد البشر وفخر ربيعة ومضر ... ودخل عليّ رجل فقلت له من أنت فقال أنا شيث فقلت له ما تريد فقال ابشري يا آمنة فقد حملت بصاحب التأويل والحديث ... ودخل عليّ رجل فقلت له من أنت فقال أنا إدريس فقلت له ما تريد قال ابشري يا آمنة فقد حملت بالنبي الرئيس" [8] ، ويضيف في مكان آخر من الكتاب واصفا فيه حالة [5] ينظر، مخطوطات التأريخ والتراجم والسير في المتحف العراقي، المؤسسة العام للاثار والتراث، وزارة الثقافة والأعلام، العراق، 1982، ص 419- 420، سزكين، تأريخ التراث العربي، 1/ 472. [6] ينظر، ابن النديم، الفهرست، ص 111، ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 18/ 277- 282. [7] بروكلمان، تأريخ الأدب العربي، 3/ 17، سزكين، تأريخ التراث العربي، 1/ 472. [8] مولد النبي، مخطوط في دار صدام للمخطوطات برقم (15221/ 1) ، ورقة 14- 15.