المبحث الثاني السيرة النبوية المدمجة ضمن كتب الطبقات والتراجم
مدخل:
قبل البدء بالحديث عن هذا التطور في كتابة السيرة النبوية، وذلك بإدخالها في كتب الطبقات والتراجم، نرى من الضروري التعرض إلى معرفة مدلولي الطبقات والتراجم، وذلك بإعطاء لمحة موجزة عن معانيهما ونشأة الكتابة فيهما والمؤثرات التي أثرت في ظهور هما.
دل مصطلح الطبقة على معان عدة، والذي يهمنا منها هو ما دل على أن (الطبقة) هي الجماعة من الناس الذين يعدلون جماعة مثلهم [1] .
تناول أحد الباحثين هذا المدلول من حيث نشأته وتطوره واستعمالاته في المصنفات التي ترجمت لأعلام المسلمين [2] ، وبحث آخر استعمالات هذا المدلول ومدى عمق جذوره عند المسلمين فخرج بنتيجة مفادها: " وتقسيم الطبقات إسلاميا أصيل فقد يبدو أنه أقدم تقسيم زمني وجد في التفكير التأريخي الإسلامي وليس له أية علاقة بالأصل بطريقة الترتيب تبعا للسنين التي كانت مألوفة في تقاليد التراجم الأغريقية ... إن تقسيم الطبقات هو نتيجة طبيعية لفكرة (صحابة الرسول) والتي تطورت في أوائل القرن الثاني الهجري للارتباط [1] ينظر، ابن منظور، لسان العرب، مادة (طبق) ، 10/ 211، الزبيدي، تاج العروس، مادة طبق، 6/ 414. [2] ينظر، العمري، مقدمة تحقيق كتاب (الطقات) ، لخليفة بن خياط، مطبعة الاداب، ط 1، 1967، ص 46- 51.