عن اعتماد الصالحي نفسه كتاب ابن الجوزي هذا وجعله في قائمة مصادره التي افتتح بها كتابه (سبل الهدى والرشاد) [202] .
5. التناقض في عرض الروايات، إذ أشار في مقدمة هذا الكتاب الى أنه لا يخلط الصحيح بالكذب كما يفعل غيره من المصنفين لإكثار الروايات [203] ، ولكنه في كتابه هذا لم يلتزم بهذا العهد الذي قطعه على نفسه في كتابه هذا إذ نقل روايات موضوعة فيه أشار هو نفسه في أحد كتبه إلى وضعها [204] ، فمن هذه الروايات ما ذكره حول الطينة التي خلق الله منها نبيه [205] .
تنبه العديد من العلماء الذين ترجموا لابن الجوزي في مصنفاتهم إلى هذه الظاهرة في كتبه، إذ علق الذهبي عليه بالقول: " وكان كثير الغلط فيما يصنفه، فانه كان يفرغ من الكتاب ولا يعتبر ... وله وهم كثير في تواليفه يدخل عليها الداخل من العجلة والتحويل إلى مصنف آخر، وأن جل علمه من كتب ما مارس فيها أرباب العلم كما ينبغي" [206] ، وأضاف ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) بالقول: " مع هذا فللناس فيه رحمة الله عليه كلام لوجوه، منها كثرة أغلاطه في تصانيفه، وعذره في هذا واضح وهو انه كان مكثرا من التصانيف فيصنف الكتاب ولا يعتبره بل يشتغل بغيره" [207] . [202] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 15. [203] ينظر، الوفا، ص 1. [204] ينظر المصدر نفسه، ص 34، 273، 402، 575- 577، 667، 807، الموضوعات، 1/ 302، 293، 292، 294، 281، 303. [205] ينظر، المصدر نفسه، ص 35، الموضوعات، 1/ 281. [206] تذكرة الحفاظ، 4/ 1347. [207] عبد الرحمن بن أحمد، ذيل طبقات الحنابلة، تحقيق محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية، مصر، 1952، 1/ 416.