الكتاب إلا مواضع قليلة جدا استشهد بها ابن الجوزي في ما قيل في تلك الحوادث من شعر [197] .
علل إغفال ابن الجوزي لهذه الأشعار برغبته في الاقتصار والاكتفاء بعرض جوانب الموضوع من دون إطالة لأن أشعار السيرة تأخذ حيزا كبيرا من الكتاب المراد تصنيفه فيها [198] .
4. التناسق والترتيب في عرض الحوادث، والمنهجية الدقيقة في تقسيم الكتاب إلى أبواب كبيرة ثم إلى أصغر منها، بحيث أن كل رواية تذهب إلى الباب الذي يوافق مضامينها [199] ، فهو بذلك قد وضع أسسا منهجية لمباحث السيرة لم تكن بهذه الصورة والتقسيم في العرض والإيراد عند من سبقه، حتى انتهج بعض المصنفين المتأخرين في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم خطته هذه في العرض [200] ، إذ أشار هذا المصنف إلى هذا الأمر بالقول: " فهذا كتاب ... ذكرت فيه قطرات من بحار فضائل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مبدأ خلقه قبل خلق سيدنا آدم ... وأعلام نبوته وشمائله وسيرته وأفعاله وأحواله وتقلباته إلى أن نقله الله تعالى إلى أعلى جنابه وما أعد له منها من الانعام والتعظيم ... وأثبت ما فيه من الأبواب، وهي بنحو ألف باب والله الهادي للصواب" [201] ، فضلا [197] ينظر، الوفا، ص 82- 84، 128- 129، 136، 152- 157، 244، 245. [198] عبد الواحد، مصطفى، مقدمة تحقيق كتاب الوفا، صفحة (ق) . [199] ينظر، الوفا، ص 2- 29. [200] ينظر، الصالحي، سبل الهدى والرشاد، ص 7- 85. [201] سبل الهدى والرشاد، 1/ 1- 6.