كان لاهتمامات ابن الجوزي في الوعظ والإرشاد أثر ملموس في تضمينه السيرة النبوية في معظم مصنفاته التي كتبها [181] ، فضلا عن أنه كان يكن تقديسا عظيما لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في نفسه، ونلمس ذلك من وصاياه التي يقول فيها: " من أراد أن يعلم حقيقة الرضا عن الله عز وجل في أفعاله، وأن يدري من أين ينشأ الرضا، فليتفكر في أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم" [182] ، فضلا عن وجود هذا الشعور في مقالته التي أفتتح بها أحد كتبه:
" ولما سميت كتابي هذا صفة الصفوة رأيت أن أفتتحه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فانه صفوة الخلق وقدوة العالم" [183] .
أشارت إحدى الباحثات إلى هذا الأمر بعدما استعرضت مصنفات ابن الجوزي وخرجت منها بالنتيجة الاتية: " ومن ثبت مؤلفات ابن الجوزي ومقارنتها ببعض نستطيع أن نتبين منهجه في التأليف وطريقته، بأنه كان كثيرا ما يكرر ما كتبه في كتب سابقة ومن باب معين ويألف منه تصنيفا جديدة وبعنوان جديد وبإضافة جديدة إن لم يحذف من مواد الكتاب السابق ولو ألقينا نظرة [181] ينظر، المنتظم في أحوال الملوك والأمم، مخطوط مصور في مكتبة الإمام الحكيم العامة برقم (577) ، مجلد 1، ورقة 79- 156. مجلد 2، ورقة 1- 76، صفة الصفوة، تحقيق: محمود فاخوري، دار الوعي، حلب، 1389 هـ، 1/ 46- 233، تلقرح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير، الهند، 1927، ص 4- 39، المدهش، 40- 43، الحدائق في علم الحديث والزهديات، تحقيق: مصطفى السبكي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1، 1986/ 151- 325. [182] ابن الجوزي، صيه الخاطر، تحقيق محمد الغزالي، دار الكتب الحديثة، القاهرة، لا، ت، ص 294. [183] صفة الصفوة، 1/ 6.