responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة    الجزء : 1  صفحة : 28
قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" [1].
وجاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي ت 36هـ، وصهيب الرومي ت 38هـ، وبلال الحبشي ت 20هـ، رضي الله عنهم، فقال: هذا الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا الرجل أي: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما بال هذا؟ يعني سلمان وصهيب وبلالا، فقام إليه معاذ بن جبل ت 18هـ، رضي الله عنه، فأخذ تلبيبه أي: قبض على ثيابه من جهة نحره ثم أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره بمقالته، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- يجر رداءه حتى أتى المسجد، ثم نودي أن الصلاة جامعة، وقال: "يا أيها الناس، إن الرب واحد والأب واحد، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي" [2].
وجاء عدي بن حاتم الطائي ت 68هـ، رضي الله عنه، إلى المدينة وهو لم يسلم بعد، فدخل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو في مسجده، فانطلق به -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته، وبينما هو كذلك إذ لقيته صلى الله عليه وسلم امرأة ضعيفة كبيرة، فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها، فقال عدي: فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك[3]، وكان لهذا الموقف النبوي الإنساني العظيم أثر واضح في إسلام عدي لاحقا.
ولما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة بعد إحدى وعشرين سنة من دعوته، ووقف موقف المنتصر ممن حاربوه وأخرجوه وكذبوه، لم يذكر يومئذ إلا دعوته ومبادئها التي كان ينادي بها يوم كان مستخفيا في دروب مكة، ثم يوم كان حاكما في المدينة يضع

[1] رواه البخاري: 1282/3، مسلم: 1315/3.
[2] تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر، دار إحياء التراث العربي، مج12، ج23/ ص289.
[3] تاريخ الطبري، نشر مؤسسة الأعلمي/ بيروت، ط1، 577/2.
اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست