responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة    الجزء : 1  صفحة : 27
ويبلغ التشريع أعلى ذروة من النزعة الإنسانية حين يقرر وحدة العوالم كلها من إنسان وحيوان ونبات وجماد وأرض وأفلاك في سلك العبودية لله والخضوع لنواميس الكون، وما أروع ما يطلبه القرآن من المسلم أن يذكره في كل ركعة من ركعات صلاته {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [1]، إنه لواجب أن يذكر المسلم أنه جزء من الكون مخلوق لإله واحد متصف بالرحمة البالغة الشاملة، فليكن المسلم في هذا العالم الذي يعيش فيه، مثالا للرحمة التي يتصف بها الله وهو غني عن العالمين.
تغاضب أبو ذر -رضي الله عنه- ت 32هـ، وهو عربي من غفار، مع بلال الأسود الحبشي ت 20هـ، رضي الله عنه، مولى أبي بكر رضي الله عنه، وكان أبو ذر وبلال صحابيين ممن آمن بالإسلام ورسوله، وتطور النزاع بينهما إلى أن أخذت أبا ذر الحدة فقال لبلال: يابن السوداء! فشكاه بلال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لأبي ذر: "أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية" [2].
وسرقت امرأة من بني مخزوم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وجيء بها لتعاقب، فأهمّ ذلك قريشا وقالوا: من يشفع لها عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إسقاط الحد عنها؟ ثم ذكروا أن أسامة بن زيد ت 54هـ، رضي الله عنه، حبيب إلى قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكلموه في أن يشفع لها عنده، فكلمة بذلك فغضب -عليه الصلاة والسلام- غضبا شديدا وقال لأسامة: "أتشفع في حد من حدود الله؟ "، ثم قام في الناس خطيبا فقال: "إنما أهلك من

[1] الفاتحة: 1، 2.
[2] البخاري: 20/1، مسلم: 1283/30.
اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست