responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
فيا قبر النّبيّ وصاحبيه ... ألا يا غوثنا لو تسمعونا
ألا صلّى إلهكم عليكم ... ولا صلّى على الأمراء فينا «1»
والغريب أن نجد ما وصلنا من شعر قليل، يذكر فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يعود إلى التقاليد القديمة في مدحه، وهذا المدح يصح في غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولولا القرينة مثل ورود اسم النبي الكريم أو تصريح صاحب الكتاب الذي ذكر الشعر، أن هذه الأبيات أو تلك في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما عرفنا فيمن تقال، وكان من المفروض أن يتابع الشعراء ما بدأه متقدموهم في حياة النبي الأمين، ويسيروا به إلى الأمام، حين ظهرت الآثار الدينية في مدحهم للرسول الكريم، وحين أخذوا في معرفة الطريقة التي يخاطبون بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتي يمدحون بها نبيا يختلف عن باقي الناس ويفضلهم.
فلولا تصريح صاحب الحماسة أو شارحها أن أبا دهبل الجمحي [2] يمدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأبيات التالية، لما عرفنا فيمن تقال:
إنّ البيوت معادن فنجاره ... ذهب وكلّ بيوته ضخم
عقم النّساء فما يلدن شبيهه ... إنّ النّساء بمثله عقم
متهلّل بنعم بلا متباعد ... سيّان منه الوفر والعدم
نزر الكلام من الحياء تخاله ... ضمنا وليس بجسمه سقم «3»
وبعد ذلك لم يرد مدح النبي الكريم إلا في معرض المساجلة والمفاخرة بالانتساب إليه، وفي الحجاج المشتد بين الأحزاب السياسية، الذي تنازع فيه المتخاصمون حول

(1) شعر النابغة الجعدي ص 210.
[2] أبو دهبل الجمحي: وهب بن زمعة بن أسد القرشي، أحد الشعراء العشاق، له مدائح في معاوية وعبد الله بن الزبير، توفي نحو (63 هـ) . ابن قتيبة: الشعر والشعراء ص 389.
(3) شرح ديوان الحماسة: 4/ 75.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست