اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 522
وهكذا ينتقل أبو شامة من بيت إلى بيت، يبدأ بشرح مفرداته، ثم يعربه، ويذكر بعض القضايا الأدبية والدينية التي يقتضيها الشرح، مستشهدا على ذلك بالقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي، ومشيرا إلى بعض حوادث السيرة العطرة.
ومن الشروح المهمة للبردة الشرح إلى وضعه الغزي [1] تحت عنوان (الزبدة في شرح البردة) ، وهو يأتي على النحو التالي:
وكيف تدعو إلى الدّنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدّنيا من العدم
«وكيف: للاستفهام الإنكاري، أي لا ...
تدعو: أي تميل ...
لم تخرج الدنيا من العدم، إلى الوجود، ببناء تخرج للفاعل أو المفعول، وخرج بقول أصالة عمّا ضرورته إليها عرض، كالحاجة إلى قدر القوت وستر العورة، مع إعلامه صلّى الله عليه وسلّم أن ذلك ونحوه ليس من الدنيا، وإن كان فيها ضرورة ... » [2] .
فهو في شرحه يهتم بالمعاني وأصولها، ويتسع في الاستشهاد بالقرآن الكريم والحديث الشريف والشعر العربي.
وإلى جانب هذه القصائد نجد مدائح نبوية أخرى، أخذها المؤلفون بالشرح والتفسير، وقد جاء في وصف أحد المخطوطات: «مضى شهاب الدين المقدسي إلى قصائد في مدح الرسول، شرحها، وسمّى شرحه (المقاصد السنية في شرح القصائد النبوية) ، وهي القصيدة اللامية المشهورة بالشقراطيسية.. وذات الأصول في مدح الرسول، وذات الدرر في معجزات سيد البشر، وذات القبول في مفاخر الرسول، ومفرجة الغمم في مدح سيد الأمم، ووداع الزائر للنبي الطاهر، وشكوى الاشتياق إلى النبي الطاهر الأخلاق» [3] . [1] الغزي هو بدر الدين محمد بن محمد بن محمد، الفقيه المفسر المحدث، توفي سنة (984 هـ) . تراجم الأعيان: 2/ 93. [2] الغزي: الزبدة في شرح البردة ص 64. [3] بدوي، أحمد أحمد: الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية ص 44.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 522