اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 521
ويمضي ابن هشام في شرحه، فيستفيض في النحو ومسائله، واللغة وأمثلتها، مستشهدا على ما يذهب إليه بالقرآن الكريم والشعر العربي القديم، فيستغرق شرح البيت الواحد عشر صفحات.
وقد أصبح هذا الشرح مصدرا لشرّاح قصيدة كعب بن زهير الذين جاؤوا بعده، فمنهم من تابعه في اتجاهه اللغوي، ومنهم من أخذ شيئا من هذا الاتجاه، واتسع في الشرح ليشمل المعاني والسيرة والقضايا الدينية التي يقتضيها الحديث.
أما بردة البوصيري، فإنها نالت من الشروح والتفاسير ما لم تنله قصيدة في الشعر العربي، فبروكلمان عدّد لها تسعة وسبعين شرحا بلغات مختلفة، إضافة إلى عدد من ترجماتها إلى اللغات الأوروبية والفارسية والتترية [1] .
وكذلك الأمر مع همزيته، التي نالت اهتمام الشّراح وإقبالهم، وقد حصر بروكلمان ثمانية عشر شرحا في عصور متلاحقة [2] .
ومن أمثلة شرح البردة ما وضعه عليها أبو شامة المقدسي، وسار فيه على النحو التالي:
أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
«قبل الخوض في الشرح، نشير إلى عدة أمور، يليق ذكرها بالمقام، منها أن عادة شعراء العرب جرت بأنهم يبتدئون في مطالع قصائدهم بذكر لوازم العشق ...
الجيران: جمع جار، والسلم: نوع من الشجر، وذي سلم: مكان ...
والبيت في تأويل المصدر، معطوف على تذكر، أي من هبوب الريح ... » [3] . [1] بروكلمان: تاريخ الأدب العربي 5/ 82. [2] المصدر نفسه: 5/ 98. [3] أبو شامة: شرح قصيدة البردة، ورقة 42.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 521