اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 468
كلام الله تعالى ويصرفونه إلى غير مقاصده، والمعطّلين الذين يعطّلون المشيئة الإلهية، ويعلن التزامه بالسنّة، ويطلب من الناس الالتزام بها، لأنها تعصم من الانحراف والزّيغ عن الإسلام الصحيح، والدّين القويم.
وهو يدعو الناس إلى ذلك صراحة، وإلى اتباع السنّة الشريفة، والحرص على الجماعة، لأن الخروج عن السنة والجماعة، خروج عن الدين القويم، فيقول:
وإن شئت أن تحيا سعيدا مهذّبا ... بالسّنّة الزّهراء ذات الهدى خذ
عليك بها فاشدد يديك بحبلها ... ومن يطّرحها نابذا فله انبذ «1»
في حين نجد الصفي الحلي، الذي عرف بتشيعه، دائم الإشارة إلى ذلك والدعوة إليه، إنه يفضّل آل النبي الكرام على غيرهم، وفي ذلك يقول:
لهم إخاء ورحمى غير منكرة ... والذّكر أنزل في تعريض سبقهم
هم هم في جميع الفضل ما عدموا ... فضل الإخاء ونصّ الذّكر والرّحم «2»
فالمدح النبوي حوى عرضا للعقائد وجدلا حولها، كل شاعر يحسّن مذهبه ويدعو له، فيردّ عليه شاعر آخر أو عالم لا يرى رأيه.
(1) ديوان الصرصري، ورقة 23.
(2) ديوان الحلي ص 700.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 468