responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 454
قفرهم، وجهلوا شأن عصبيتهم مع أهل الدولة، ببعدهم عن الانقياد.. ولم يبق لهم من اسم الملك إلا أنهم من جنس الخلفاء.. ولما ذهب أمر الخلافة، انقطع الأمر جملة من أيديهم، وغلب عليهم العجم» [1] .
من هنا كان للعرب الحق بالافتخار لارتباطهم برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهم حملة رسالة السماء السامية، وهم الذين أقاموا دولة الإسلام، ومن الواجب أن يكون لهم شأن في بلادهم، ولذلك حفلت المدائح النبوية بالإشادة بالعرب، والتنويه بقدرهم في دولة المماليك. ووجود الإشادة بالعرب في المدائح النبوية يمنع الاعتراض عليهم، ويعصم الشعراء من البطش، فالمماليك الذين حكموا الناس باسم الدين، وحرصوا على إظهار تدينهم، لا يمكنهم أن يأخذوا شاعرا يمدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالثناء على قومه.
وقد أظهر شعراء المدح النبوي تعلّقهم بالعرب والعروبة في مناحي شتى، ومواضع متفرقة في مدائحهم، مثل الغزل بالعربيات وذكر ديار العرب، فالصرصري يغتنم فرصة ذكر تشوقه للمقدسات وتغزله، ليشيد بالعرب ويقول:
عن أيمن السّفح بالحمى عرب ... بين فؤادي وبينهم نسب
أعزّة سادة لهم همم ... تقصّر عنها الرّماح والقضب
زيّنت سماء العلا بهم فهم ... شموسها والبدور والشّهب
إنّ حار ركب فهم أدلّته ... أو جار جدب فرفدهم سحب «2»
وكان ابن هبة الله الجهني [3] قاضي حماة أكثر صراحة في مدحه للعرب، حين قال في مدحة نبوية بعد ذكر الأماكن المقدسة:

[1] مقدمة ابن خالدون: ص 152.
(2) المجموعة النبهانية 1/ 398.
[3] الجهني: عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله البارزي، أتقن العلوم الشرعية والأدبية، وصنّف وتولّى قضاء حماة، توفي سنة (683 هـ) . اليونيني: ذيل مرآة الزمان 4/ 218.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست