اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 261
أما الفريق المنكر للتوسل، فهم الذين يرون رأي ابن تيمية، ولا يجيزون الاستغاثة والتوسل إلا بالله تعالى، لأن التوسل لون من ألوان العبادة التي لا يحل صرف شيء منها لغير الله، فالشفاعة لا تطلب إلا منه، فإن أحدا لا يشفع عنده إلا بإذنه، ولذلك يتوجه إلى الله بالدعاء لقبول شفاعة النبي في أي أمر من الأمور.
وأوضح ابن تيمية موقفه من التوسل في كتاب خاص، هو (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) ، بيّن فيه أحوال التوسل، ومتى يكون مقبولا، ومتى لا يصح، ومما جاء في كتابه قوله: «اتفق المسلمون على أنه صلّى الله عليه وسلّم أعظم الخلق جاها عند الله، لا جاه لمخلوق عند الله أعظم من جاهه، ولا شفاعة أعظم من شفاعته، ولكن دعاء الأنبياء وشفاعتهم ليس بمنزلة الإيمان بهم وطاعتهم» [1] .
وقال: «التوسل يراد به ثلاثة أمور، أمران متفق عليهما بين المسلمين، أحدهما هو أصل الإيمان والإسلام، وهو التوسل بالإيمان به وبطاعته، والثاني دعاؤه وشفاعته..
ومن أنكر التوسل به بأحد هذين المعنيين فهو كافر مرتد» [2] .
واستنكر ابن تيمية طريقة التوسل في قصائد المديح النبوي [3] .
وأوضح أنه «يحمل قول: أسألك بنبيك محمد، أي أسألك بإيماني به وبمحبته، وأتوسل إليك بإيماني به ومحبته، لكن العوام لا يقصدون إلى ذلك عند توسلهم» [4] .
وأضاف: «الدعاء بطلب الحوائج عند القبر لم يفعله أحد من السلف» [5] . [1] ابن تيمية: قاعدة جليلة ص 7. [2] المصدر نفسه: ص 13. [3] المصدر نفسه: ص 19. [4] المصدر نفسه: ص 63. [5] المصدر نفسه: ص 71.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 261