responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
جلالة ملئت جودا ومرحمة ... من ماجد لدم الطّاغين سفّاك
غضبان تحت ظلال السّمر ممتلئا ... بأسا وعند عبوس الدّهر ضحّاك
أغنى وأقنى وأحيا دين أمّته ... بصولة بثّها في كلّ معراك
والحرب قامت على ساق به وسمت ... إذ قام منتقما من كلّ أفّاك
فاتوا فأدركهم بالسّيف منتصرا ... فما يفيقون من فوت وإدراك «1»
وحتى حين يمدح بعض الشعراء الرسول بمعان دينية، فإنهم يتبعون أسلوبا تقليديا، لا يوحي بمقصد الشاعر، فعبد الله بن أسعد اليافعي [2] ، مدح الرسول بقصيدة طلب فيها شفاعته لكنه عبر عن هذا الطلب بطريقة القوم في طلب العطاء، فقال:
ألا يا رسول الله يا أكرم الورى ... ومن جوده خير النّوال ينيل
ومن كفّه سيحون منها وجيحن ... ودجلة تجري والفرات ونيل
مدحتك أرجو منك ما أنت أهله ... وأنت الذي في المكرمات أصيل
فيا خير ممدوح أثب شرّ مادح ... عطا مانح منه الجزاء جزيل «3»
إن مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقيم التقليدية لم ينقطع حتى يومنا هذا، فالشعراء لا زالوا يستحضرون سيرة الرسول الأمين ووصفه، فيشيدون بمناقبه ويثنون على خصاله الحميدة، ويفخرون بأفعاله المباركة، إلا أن هذا المدح ينطلق من منطلق ديني وإن كان التعبير عنه تعبيرا تقليديا، وخاصة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكّد على بشريته وإنسانيته، وضرب

(1) ديوان البرعي: ص 95.
[2] عبد الله بن أسعد اليافعي: مؤرّخ متصوّف من شافعية اليمن. من كتبه (مرآة الجنان) ، توفي سنة (768 هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 6/ 210.
(3) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة 11/ 93.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست