responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
لذلك لا نعجب إن وجدنا مدحا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم من مثل قول الشهاب محمود [1] :
زان عبد الله لا بل هاشما ... بل قريشا كلّها بل مضرا
فلذا إن ذكروا الفخر به ... لم يطق غيرهم أن يفخرا «2»
فجعل الرسول الأمين مبعث فخر للهاشميين والقرشيين ومضر كلها، وإذا صح ذلك لهم فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث للناس كافّة، ويحق لكل مؤمن به أن يفخر به وباتباع هديه وسنته.
وحين يمزج الشاعر بين القيم التقليدية في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والقيم الدينية، فإنه يوازن بينها ويخضعها جميعا لغرض المديح، ويرقى بها إلى مقام الممدوح السامي، فلم تعد القيم التقليدية التي اصطلح الناس على المدح بها تحمل الدلالات نفسها حين يمدح بها شخص آخر غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لكن بعض الشعراء لم يستشعروا هذا الأمر، وكأنهم يؤدّون ما يجب اتجاه سيد البشر حين يحشدون الصفات حشدا، وحين يبالغون في المعاني التقليدية. والشعراء من قبلهم وصلوا في المبالغة إلى ما لا مزيد بعده في مدح ممدوحيهم.
والعجب كله من شعراء عرفوا بالتصوف، فكانت قصائدهم نفحات روحية، واستغراقا وجدانيا في حب الله- عز وجل- وفي الهيام برسوله ومقدساته، ثم يأتون بعد ذلك في مدح الرسول بمثل ما مدحه به البرعي في قوله:
مهذّب قرشيّ الأصل يشرف عن ... حام وسام وعن روم وأتراك

[1] الشهاب محمود بن سلمان بن فهد الحلبي: كان شيخ صناعة الإنشاء في عصره، وشاعرا مكثرا، له ديوان في المدائح النبوية وكتاب «حسن التوسل إلى صناعة الترسل» ، توفي سنة (725 هـ) . ابن حجر: الدرر الكامنة 5/ 92.
(2) الشهاب محمود: أهنى المنائح ص 118.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست