فمن حرص على هذه العلوم النافعة، واستعان بالله أعانه وبارك له في علمه، وطريقه الذي سلكه. ومن سلك في طلبه للعلم غير الطريقة النافعة، فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالمشاهدة والتجربة.
أما الثاني وهو العمل الصالح، فالعمل الصالح هو الذي جمع الإخلاص لله، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.." (1)
وفي الشقاق النعمانية في ترجمة علاء الدين علي بن محمد القوشجي رحمه الله تعالى: "وقد جمع عشرين متناً في مجلدة واحدة، كل متن من علم، وسماه " محبوب الحمائل " وكان بعض غلمانه يحمله ولا يفارقه أبداً، وكان ينظر فيه كل وقت، يقال إنه حفظ كل مافيه من العلوم " (2)
وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول، وحقه أن يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به إلى مافوقه حتى يبلغ به النهاية.
قال بعضهم:
لقد أصبحتُ في ندمٍ وهَمٍ ... ومايغني التندم ياخليلي
مُنعت من الوصول إلى مَرامي ... بما ضيّعت من حفظ الأصولِ (3)
(1) الفتاوى السعدية ص (30) .
(2) الشقائق النعمانية ص (99) .
(3) انظر: الذريعة إلى مكارم الشريعة ص (236 ـ 238) .