لكن ذاك باختلاف الفهم ... مختلف وباختلاف العلم
فالمبتدي كالفدْم لا يطيق ... بحثا بعلم وجهه دقيق (1)
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: ـ
" الأمور النافعة في الدين ترجع في أمرين: علم نافع، وعمل صالح، أما العلم النافع فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين، وهو ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير، وفقه، ومايعين على ذلك من علوم العربية، بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان.
وتعيين مايشتغل به من الكتب يختلف باختلاف الأحوال والبلدان، والحالة التقريبية في نظرنا هذا: أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصرات الفن الذي يشتغل به، فإن تعذر، أو قصر عليه حفظه لفظاً، فليكرره كثيراً، حتى ترسخ معانيه في قلبه، ثم تكون باقي كتب الفن كالتوضيح والتفسير لذلك الأصل الذي أدركه وعرفه.
فو حفظ طالب العلم " العقيدة الواسطية " لشيخ الإسلام ابن تيمية، و" ثلاثة الأصول "، و " كتاب التوحيد " للشيخ محمد، وفي الفقه: " مختصر الدليل " و " مختصر المقنع "، وفي الحديث: " بلوغ المرام "، وفي النحو: " الآجرومية "، واجتهد في فهم هذه المتون وراجع عليها ماتيسر من شروحها، أو كتب فنها، فإنها كالشروح لها لأن طالب العلم إذا حفظ الأصول، وصار له ملكة تامة في معرفتها، هانت عليه كتب الفن كلها الصغار والكبار، ومن ضيع الأصول حرم الوصول.
(1) إضاءة الحالك ص (163) .