من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولاسيما في حفظ القرآن الكريم.
فعن أبي موسى رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " متفق عليه. [1] .
وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت " متفق عليه. (2)
وقد قيل: السبق حرف والتكرار ألف.
وقيل: حفظ حرفين خير من سماع وِقْرَيْن، وفهم حرفين خير من حفظ سطرين، والوِقْر: الحمْل الثقيل.
وقال الخليل بن أحمد الشجري ـ رحمه الله تعالى: ـ
اخدم العلم خدمة المستفيد ... وأدم درسه بفعل حميد
وإذا ماحفظت شيئاً أعده ... ثم أكده غاية التأكيد
ثم علقه كي تعود إليه ... وإلى درسه على التأبيد
فإذا ماأمنت منه فواتاً ... فانتدب بعده لشيء جديد [1] البخاري مع الفتح 9/79، صحيح مسلم 1/543.
(2) البخاري مع الفتح 9/79، صحيح مسلم 1/543.