responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 76
أسواق العرب
لكل قبيلة فائض من الثروات تحتاج إلى الاتجار به أو استبداله بما هي في حاجة إليه، ويتم ذلك في الأسواق. وقد كان للعرب أسواق عامة يجتمعون فيها للبيع والشراء وتبادل المنافع، وكانت هذه الأسواق تقوم في أيام معينة من السنة، كما كانت تعقد في أماكن فسيحة يتوافر فيها الماء لسد حاجة المجتمعين، كما كانت تقوم بقرب المراكز الحضرية والتجارية، وكان الأعراب يفدون إلى هذه الأسواق يعرضون سلع البادية، وأحيانًا يعرضون ما وصلت إليه أيديهم عن طريق الغارة على القوافل أو على المسافرين، وليتزودوا من هذه الأسواق بما يلزمهم من مئونة وملابس وغيرها.
وكان أهم هذه الأسواق في الحجاز سوق عكاظ، وكانت تقوم في سهل منبسط بين مكة والطائف، وهي أذكر سوق وأعرفها في الجزيرة العربية كلها، وكانت سوقًا عظيمة يغشاها العرب في كافة أنحاء الجزيرة العربية، وإن كانت قبائل مضر أكثر غشيانًا لها من غيرها لوقوعها في منطقتها[1]، وقد ساعد على نموّ هذه السوق قيامُها في الأشهر الحرم التي كان يحرم فيها القتال، ويأمن الناس فيها على أموالهم وأنفسهم[2]، وقد حتّمت الضرورات الاقتصادية أن تحاط الأسواق بما يضمن للناس الأمن فيها. وفي هذه السوق كان تباع مختلف التجارات والسلع الثمينة التي كانت تحملها قوافل التجارة من الشمال والجنوب والشرق والغرب، وكان لتجار قريش فيها أكبر النصب، لقربها من مكة، ولسيطرة مكة وخصوصًا في الخمسين سنة التي سبقت ظهور
الإسلام على قوافل التجارة: وحتى البضائع المسروقة كانت تباع في هذه السوق؛ ولذلك وفد إليها من سرق منهم أو انتهبوا للبحث عن بضائعهم المنهوبة أو المفقودة، وقد عثروا فعلًا على ما فقدوه يباع إلى الناس، وكثيرًا ما أدّى عثور أصحاب الأموال على بضائعهم المسروقة إلى نزاع وإلى حروب بسبب الدماء التي سبقت سرقة المال وسلب القتيل[3].

[1] انظر عبد الوهاب عزام: موقع عكاظ.
[2] اليعقوبي 1/ 227.
[3] الأغاني 19/ 105.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست