اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 321
وسلمهم إنما تدخل في الاختصاص العام فلا تحدث فرديًّا[1]. كذلك معاونة الدولة في إقرار النظام والأخذ على يد الظالم وعدم نصر المحدث أو إيوائه[2].
ونلاحظ أن الصحيفة ذكرت البطون الخمسة الكبرى للخزرج، وهم بنو عوف، وبنو ساعدة، وبنو الحرث، وبنو جشم، وبنو النجار، ولم تذكر من بطون الأوس الكبرى إلا بطنين هما بنو عمرو بن عوف، وبنو النبيت، ثم أدمجت باقي البطون الأوسية الأخرى تحت اسم واحد وهو بنو الأوس. وهذا يوافق ما كانت عليه الحالة في يثرب من حيث انتشار الإسلام بها في الوقت الذي وضعت فيه الصحيفة، فإن بطون الخزرج كلها كانت قد دخلت في الإسلام وحتى من لم يكن منها مؤمنًا فقد دخل في الإسلام ظاهريًّا، وأما بطون الأوس فلم يدخل منها في الإسلام إلا بنو عمرو بن عوف وهم أهل قباء، وبنو النبيت. أما باقي البطون الأوسية؛ فقد تأخر إسلامها إلى ما بعد الخندق فذكرتها الصحيفة مدمجة باسمها العام، وقد كانت تسمى: أوس الله[3]. كذلك نلاحظ أن الصحيفة قد ذكرت اليهود الموالين للبطون العربية، وأهملت ذكر القبائل الكبرى من اليهود، فقد يتفق تمامًا مع ما كانت عليه الحالة السياسية في يثرب، فإن البطون اليهودية الصغرى كانت قد دخلت في أحلاف مع الأوس أو مع الخزرج وذلك به سيادة هؤلاء في يثرب.
أما قبائل اليهود الكبرى الثلاثة فقد اعتزت بقوتها وبقيت محتفظة بشخصيتها، ثم إنها ناوأت الإسلام وأظهرت عداءها، ومع ذلك فقد وضعت الصحيفة بندًا عامًّا لدخول اليهود في الدولة احتمالًا لما قد يحدث من دخول هذه القبائل في النظام الجديد، وفعلًا ألحقت هذه القبائل بالدولة في محالفات ملحقة كما سنوضح فيما بعد.
من كل ذلك يتبين أن الصحيفة التي ذكرها ابن إسحاق صحيحة وأنها وثيقة مهمة جدًّا لفهم تطورات الأمور في الدولة اليثربية. [1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة] ، {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال] . [2] {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [فاطر] . [3] ابن هشام [2]/ 46.
وسلمهم إنما تدخل في الاختصاص العام فلا تحدث فرديًّا[1]. كذلك معاونة الدولة في إقرار النظام والأخذ على يد الظالم وعدم نصر المحدث أو إيوائه[2].
ونلاحظ أن الصحيفة ذكرت البطون الخمسة الكبرى للخزرج، وهم بنو عوف، وبنو ساعدة، وبنو الحرث، وبنو جشم، وبنو النجار، ولم تذكر من بطون الأوس الكبرى إلا بطنين هما بنو عمرو بن عوف، وبنو النبيت، ثم أدمجت باقي البطون الأوسية الأخرى تحت اسم واحد وهو بنو الأوس. وهذا يوافق ما كانت عليه الحالة في يثرب من حيث انتشار الإسلام بها في الوقت الذي وضعت فيه الصحيفة، فإن بطون الخزرج كلها كانت قد دخلت في الإسلام وحتى من لم يكن منها مؤمنًا فقد دخل في الإسلام ظاهريًّا، وأما بطون الأوس فلم يدخل منها في الإسلام إلا بنو عمرو بن عوف وهم أهل قباء، وبنو النبيت. أما باقي البطون الأوسية؛ فقد تأخر إسلامها إلى ما بعد الخندق فذكرتها الصحيفة مدمجة باسمها العام، وقد كانت تسمى: أوس الله[3]. كذلك نلاحظ أن الصحيفة قد ذكرت اليهود الموالين للبطون العربية، وأهملت ذكر القبائل الكبرى من اليهود، فقد يتفق تمامًا مع ما كانت عليه الحالة السياسية في يثرب، فإن البطون اليهودية الصغرى كانت قد دخلت في أحلاف مع الأوس أو مع الخزرج وذلك به سيادة هؤلاء في يثرب.
أما قبائل اليهود الكبرى الثلاثة فقد اعتزت بقوتها وبقيت محتفظة بشخصيتها، ثم إنها ناوأت الإسلام وأظهرت عداءها، ومع ذلك فقد وضعت الصحيفة بندًا عامًّا لدخول اليهود في الدولة احتمالًا لما قد يحدث من دخول هذه القبائل في النظام الجديد، وفعلًا ألحقت هذه القبائل بالدولة في محالفات ملحقة كما سنوضح فيما بعد.
من كل ذلك يتبين أن الصحيفة التي ذكرها ابن إسحاق صحيحة وأنها وثيقة مهمة جدًّا لفهم تطورات الأمور في الدولة اليثربية. [1] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة] ، {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال] . [2] {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [فاطر] . [3] ابن هشام 2/ 46.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 321