اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 299
ضعيفة قبل الإسلام، ولا يرد هذا بأن تكون قوة هذه الحركة فيها قد وجدت بعد الهجرة النبوية.
التجارة الداخلية:
كانت التجارة الداخلية في يثرب نشيطة، والأخذ والعطاء والتعامل فيها كبيرًا، سواء بين أهلها أنفسهم، أو بينهم وبين جيرانهم من الأعراب الذين كانوا يفدون على المدنية للامتياز منها، ولتصريف منتجات البادية من إبل وغنم وخيل، وصوف ووبر وسمن وأقط وغير ذلك، كما كانت الصناعة في يثرب قائمة وبخاصة صناعة الصياغة حيث كانت تمون مدن الحجاز وبدوها بما يحتاجون إليه من حلي لنسائهم وبناتهم، وكذلك بالمصنوعات الحديدية من أسلحة ودروع وآلات زراعية وغيرها.
وكان في المدينة عدة أسواق، والسوق فضاء واسع لا بناء فيه يضع فيه التجار بضائعهم، والمكان لمن سبق[1]، وكان الراكب ينزل بالسوق فيضع رحله، ثم يطوف بالسوق ورحله بعينه يبصره لا يغيبه عنه شيء. وأهم هذه الأسواق سوق بني قينقاع عند جسر وادي بطحان مجاورة لمنازلهم، وكانت سوقًا عظيمة، تكثر فيها الحركة، وتسمع منها ضجة البيع والشراء والتعامل[2]، وأهم ما كان يباع الحلي التي تخصص يهود بني قينقاع في صناعتها. ثم سوق أخرى بزبالة من الناحية التي تدعى يثرب في الشمال الغربي من المدينة، وقد اتسعت هذه السوق وعظم أمرها بعد الإسلام حيث اتخذها المسلمون سوقًا لهم بعد أن فسدت العلاقات بينهم وبين اليهود[3]. كما كانت توجد سوق بالعقبة وهي موضع من قباء [4]، وسوق بمزاحم عند مساكن بني الحبلى عشيرة عبد الله بن أبي، وسوق قرب البقيع عرفت ببقيع الخيل، كانوا بنو سليم يجلبون إليها الخيل والإبل والغنم والسمن، وكان أكثر ما يباع في هذه السوق الحيوانات [5]. [1] السمهودي 1/ 541. [2] الأغاني 21/ 62 "مصر". [3] السمهودي 1/ 540. [4] ياقوت 13/ 128. [5] السمهودي 1/ 544- 545.البخاري 3/ 63.
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 299