اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 296
والوافدين عليها من قبائل العرب، وكثر عمرانها وبدأ الناس في استغلال الأراضي واستصلاح مواتها وإعدادها للزراعة.
النشاط الرعوي
لم تكن منطقة المدينة بلاد رعي؛ فقد كانت الأراضي الصالحة للزراعة تستغل في إنتاج الحاصلات الزراعية، وما وراء منطقة يثرب كان مجالًا لنشاط القبائل البدوية,. ومع ذلك فقد كان لأهل المدينة ثروة من الإبل والماشية والأغنام، يرعونها ما تنبت منطقة المدينة من أشجار وشجيرات رعوية[1]، كما كانت توجد إلى الشمال الغربي للمدينة منطقة رعوية هي منطقة زغابة والغابة تبدأ من مجتمع الأسيال على سبعة أميال من جبل سلع على طريق الشام، وبها أشجار ومراع يحتطب منها الناس ويرعون شجرها[2]، وإلى جنوب المدينة على طريق مكة توجد مراع بين المدينة والربذة حماها النبي -صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة لإبل الصدقة ترعاها [3] كما حما منطقة تسمى نقيع الخضمات في الناحية الجنوبية الغربية من المدينة لخيول المسلمين.
وقد كان أهل المدينة يملكون عددًا من البقر لحرث الأرض، كما كانوا يستخدمون الإبل في ري الأراضي يحملون عليها الماء من الآبار، ويسمونها الإبل النواضح، وكان بعضهم يملك منها عددًا قد يصل إلى المائة يستخدمها لهذا الغرض[5] كما كان البدو يجلبون إلى المدينة أغنامهم وإبلهم يبيعونها لأهلها[6].
لكن ما كان يملكه أهل يثرب من الإبل والدواب والخيول كان قليلًا بالقياس إلى ما كانت تملكه مكة أو تملكه القبائل البدوية منها[7] لكنها زادت شيئًا فشيئًا بعد الهجرة [1] إمتاع 1/ 247. [2] ياقوت 10/ 141- 142، 14/ 182. [3] السمهودي 2/ 222.
4 ياقوت 2/ 404- 405.
5 "يروي صاحب الأغاني أن أحيحة بن الجلاح الأوسي كان يملك تسعة وتسعين بعيرًا كلها ينتضح عليها" الأغاني 13/ 118 "مصر". [6] البخاري 3/ 62، 80.
7 "كانت الإبل التي خرج عليها المسلمون يوم بدر سبعين بعيرًا يعتقبها ثلاثمائة رجل، بينما خرجت قريش ومعها سبعمائة بعير يعتقبها تسعمائة وخمسون رجلًا، وكانت خيول المسلمون فرسين، بينما كانت خيول أهل مكة مائة فرس" "ابن هشام 2/ 251. إمتاع 1/ 65".
اسم الکتاب : مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول صلى الله عليه وسلم المؤلف : أحمد إبراهيم الشريف الجزء : 1 صفحة : 296